علاقة الحلم بالعقل الباطن
لقد طبق فرويد قي كتابه " تفسير الأحلام" منهجا طبيا و علميا كان يستعصي دائما على التحليل الحقيقي مما مهد لظهور العقل الباطن ولقد كتب في نهاية كتابه " إن مثل هذه الفكرة لا تواتي المرء إلا مرة واحدة في حياته" ولقد احتاج فرويد إلى 40عاما لكي يقدم للناس أعظم اكتشافاته العقل الباطن او اللاواعي.
اترك " فرويد" يفسر أحلامك |
فقد نشأ اهتمامه بالأحلام نتيجة عمله مع المرضى النفسيين، حيث أدرك أن محتوى أحلامهم يوضح مدى صحتهم النفسية فأدرك أنه كما أن للجسم أعراضا تبين اعتلاله كالحمى و تغيرات الجلد فإن النفس كذلك لها أعراض تبين سقمها و تظهر في الأحلام ولم يكتب كتابه هذا الا بعد تفسيره لأكثر من 1000 حلم تفسيرا عياديا. ومن بين النتائج التي توصل إليها.
الأحلام يغلب عليها الإنطباعات التي تركت لدى الشخص أثرا منذ مدة قصيرة و مع ذلك فقد تعود إلى ذكريات الطفولة المبكرة:
أسلوب اختيار الذكريات في الأحلام يختلف عن أسلوب اختياره في اليقظة، فالعقل الباطن لايذكرنا في الأحلام بالأحداث الكبرى بل بالأمور التافهة وغير الملحوظة.
رغم أن الأحلام تظهر فيها الأحداث عشوائية وغريبة إلا أن هناك رابط يجمع بين الناس والأحداث والأحاسيس المتفرقة في قصة واحدة.
الأحلام تدور حول النفس دائما .
الأحلام قد يصبح لها معاني مختلفة فنتحدث أثناء الحلم مع شخص معين ونجد أنفسنا نتحدث مع شخص أخر أو أننا لانستطيع الكلام أو الصراخ أو المشي دون سبب معين.
كل الأحلام تقريبا تعلن عن الرغبات أو الدوافع التي تحتاج إلى تحقيق و اشباع و كثيرا ما تعود تلك الرغبة إلى مرحلة الطفولة المبكرة.
رغم اعتقاد بعض النقاد أن الأحداث اليومية هي سبب الأحلام،إلا ان فرويد بين أن هذه الأحداث ليست السبب بل مجرد أدوات وعناصر تستخدمها النفس لايجاد المعنى.
بعد استنثاجه بأن الأحلام هي المجال الذي يعبر فيه العقل الباطن عن نفسه يتساءل فرويد عن أسباب ضعف التعبير عن الرغبات بحيث تتجلى من خلال الرموز و الصور الغريبة ، وقد تكمن الإجابة عن هذا السؤال أن الكثير من رغباتنا يتم كبتها ولا تصل إلى وعينا ألا في صورة خفية و متنكرة، وقد يبدو الحلم نقيض لما نرغب فيه ،لأننا نتخذ موقفا دفاعيا ضد الكثير من رغباتنا أو نرغب قي التغطية عليها لذلك فالعقل الباطن يلجأ لعرضها بطريقة مناقضة لما نرغب فيه، وقد فسر فرويد ظاهرة تشويه الحلم هذه بالتشبيه وأعطى مثالا بالكاتب السياسي الذي يريد انتقاد الحاكم ويخاف تعريض نفسه للخطر فيخفف من حدة نقده أو يعتمد التلميح.
و يقول فرويد أننا ننسى معظم أحلامنا لأن العقل الواعي يريد أن يقلل من أثر العقل الباطن على حياتنا الواعية،و في نظري أن الخطأ الذي ارتكبه فرويد يتمثل في اعتباره الأمراض النفسية والعصابية تنتج عن الكبت الجنسي و بأن الطفل ينجذب جنسيا لأحد والديه ويريد تدمير الأخروقد عبر عن ذلك في عقدة أوديب وإلكترا .كما يقول فرويد أن الحضارة جعلتنا نضع غطاء على غرائزنا وأن أقوى هذه الغرائز هي الجنس.
لذا الأحلام ليست مجرد تسلية نمارسها أثناء النوم لأنها تخبرنا عن دوافعنا اللاواعية وتعتبر مفتاحا لفهم طبيعتنا الإنسانية.
بقلم: حسين بوتشيشي
المصدر: كتاب تفسيرالأحلام
إرسال تعليق