نجدد الترحاب مرة أخرى بكل متابعي مدونة محيط المعرفة الأوفياء.
تحدثنا في موضوع سابق عن اختلالات المنهاج التربوي على مستوى الوسائط والوسائل التعليمية ووعدناكم بالتطرق الى اختلالات المنهاج على مستوى الكتاب المدرسي وهذا ما سيتم التطرق له من خلال هذا الموضوع.
اختلالات المنهاج الدراسي على مستوى الكتاب المدرسي |
يجمع الجميع على كون الكتب الجديدة تتوفر على إيجابيات ولكنها في نفس الوقت تشكو من بعض الثغرات، ومن بينها عدم قدرة المدرس والتلميذ على إنجاز الكفايات الواردة في الكتاب المدرسي، ولمحاولة تجاوز هذه الاختلالات، اقترح بعض الباحثين بالميدان التربوي بعض الاقتراحات وسنعرض اقتراح الدكتور العربي اسليماني في كتابه المعين في التربية حيث اقترح أن تقوم الوزارة بتجريب الكتاب قبل المصادقة عليه على غرار ما تفعل كوريا ودول صاعدة أخرى. إن الهدف المتوخى من تجريب الكتاب المدرسي هو معرفة ما إذا كان المتعلم والأستاذ المتخرج من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، قادرين أو غير قادرين على إنجاز الكفايات الواردة فيه؟
إن مفارقة الكتاب المدرسي الجديد هي أن لجنة التأليف تتكون من أستاذ جامعي باحث ومفتشين وأساتذة مدرسين ذوي تجربة طويلة. الشيء الذي جعلهم يضمنون هذا الكتاب كفايات واهدافا تناسب مستواهم وكفاياتهم ولا تناسب في أغلبها مستوى المدرسين الجدد وكفاياتهم، بينما المنطق يقتضي تشخيصا تراتبيا وتجريب الكتاب لمعرفة النسبة القابلة للتحقق منه.
إننا نقترح إخضاع الكتاب المدرسي للتجريب إذا أردنا ممارسة مقاربة تشاركية إشراكية وتنافسية ناجعة بين الراغبين في التأليف، وإذا أردنا إنتاج كتاب يتضمن كفايات قابلة للتحقق.
ولدراسة وتحليل الكتاب المدرسي تستعمل مجموعة من المعايير المتكاملة هي: المعايير ذات الطابع المادي كسهولة التناول والتجليد والصلابة والنوعية والكلفة، والمعايير ذات الطابع التواصلي كالمقروئية اللغوية والكلمات والجمل والمقروئية الإنشائية كتنظيم المعلومات والأسناد والوثائق والوسائل الديداكتيكية، والمقروئية الطباعية كالتقديم، والمعايير ذات الطابع البيداغوجي المتمثلة في المضمون القيمي وتمثلات المجتمع كالقيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية وحقوق الإنسان والأوساط السوسيو-اقتصادية وصور العالم وأنماط العيش.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية موضوعنا حول اختلالات المنهاج الدراسي على مستوى الكتاب المدرسي، ونضرب لكم موعدا آخر مع موضوع جديد على مدونتكم الثقافية محيط المعرفة.
إرسال تعليق