منذ اللحظة المشهودة المعروفة"بالهبوط إلى الأرض "لايستطيع الإنسان أن يختار أن يكون حيوانا بريئا .لقد أطلق سراحه دون اختيار له في العودة. ولذلك فإن كل حل "فرويدي "مستبعد، فمنذ تلك اللحظة المشهودة لم يعد ممكنا للإنسان أن يختار بين
أن يكون حيوانا أو إنسانا، إنما اختياره الوحيد أن يكون إنسانا أولا إنسانا. إن الخبرة الأخلاقية العملية ترينا ميل الإنسان نحو الإثم والرذيلة أكثر من ميله نحو الخير. قدرته على أن يسقط في هوة الخطيئة تبدو أكبر من قدرته على التسامي في مراقي الفضيلة، الشخصيات السلبية تبدو أكثر حقيقة من الشخصيات الإيجابية، فمن اللحظة التي طرد فيها آدم من الجنة لم يتخلص من الحرية ولم يهرب من المأساة، كان عليه أن يستخدم حريته ليرقص بين دوري الشيطان والملاك يغير جلده باستمرار حتى يقرر صبغته النهائية.
الإنسانية أن نقول إن الإنسان مسؤول عن أفعاله وأن نحاسبه عليها ,وليس من الإنسانية اجباره على التخلي عنها أو التبرؤ منها ,كان محققو التفتيش في الماضي يزعمون أنهم يحرقون الجسد لكي ينقذوا الروح ,أما المحققون المعاصرون فإنهم يحرقون الروح بدلا من الجسد ,إن تقليص الإنسان إلى مجرد وظيفة إنتاجية استهلاكية ليس علامة على الإنسانية وإنما هو سلب للإنسانية ,إن التلاعب بالناس حتى ولو كان في مصلحتهم هو أمر لا إنساني .ولا يصح عندنا أن يكون الإنسان خادما لأي أنسان ,ولا ينبغي أن يتخذ كوسيلة,بل يجب أن يوضع كل شيء في خدمة الإنسان .فالإنسان خادم لله فحسب,وهذا هو المعنى المطلق للإنسانية.
يزعم "نيتشه" أن الأديان قد ابتدعها الضعفاء ليخدعوا بها الأقوياء, أما ماركس فيقول بأن الأديان هي نتاج الأقوياء للسيطرة على الفقراء والضعفاء,فإذا سلمنا بأن الأديان مفتعلة سيبدو تفسير "نيتشه" أكثر اقناعا ,لأنه تأسيسا على الدين فقط ,يستطيع الضعفاء المطالبة بالمساواة .
لماذا نصادف كثرة المعوقين حول المساجد والكنائس والمعابد التي نذهب إليها ؟ لأن بيوت الله وحدها تفتح أبوابها لاولئك الذين ليس لديهم ما يعرضونه أو يبرهنون عليه ,أولئك الفقراء في المال والصحة ,أولئك الذين استبعدوا من موائد الاحتفالات في هذا العالم ,حيث يدعى الشخص لاسمه أو حسبه أو نسبه أو موهبته أو علمه .
إن المريض وغير المتعلم يغلق أمامه باب المصنع أيضا, بينما يدخل المتعلم صحيح البدن ,أما في بيت الله فإن الفقير والأعمى يمكن أن يقفا جنبا إلى جنب مع ملك أونبيل وقد يكونا عند الله أفضل منهما ,إن أهم معنى حضاري وإنساني لأماكن العبادة يكمن في هذا البرهان المتكرر للمساواة.
أن يكون حيوانا أو إنسانا، إنما اختياره الوحيد أن يكون إنسانا أولا إنسانا. إن الخبرة الأخلاقية العملية ترينا ميل الإنسان نحو الإثم والرذيلة أكثر من ميله نحو الخير. قدرته على أن يسقط في هوة الخطيئة تبدو أكبر من قدرته على التسامي في مراقي الفضيلة، الشخصيات السلبية تبدو أكثر حقيقة من الشخصيات الإيجابية، فمن اللحظة التي طرد فيها آدم من الجنة لم يتخلص من الحرية ولم يهرب من المأساة، كان عليه أن يستخدم حريته ليرقص بين دوري الشيطان والملاك يغير جلده باستمرار حتى يقرر صبغته النهائية.
ماذا بعد الخروج من الجنة؟ |
يزعم "نيتشه" أن الأديان قد ابتدعها الضعفاء ليخدعوا بها الأقوياء, أما ماركس فيقول بأن الأديان هي نتاج الأقوياء للسيطرة على الفقراء والضعفاء,فإذا سلمنا بأن الأديان مفتعلة سيبدو تفسير "نيتشه" أكثر اقناعا ,لأنه تأسيسا على الدين فقط ,يستطيع الضعفاء المطالبة بالمساواة .
لماذا نصادف كثرة المعوقين حول المساجد والكنائس والمعابد التي نذهب إليها ؟ لأن بيوت الله وحدها تفتح أبوابها لاولئك الذين ليس لديهم ما يعرضونه أو يبرهنون عليه ,أولئك الفقراء في المال والصحة ,أولئك الذين استبعدوا من موائد الاحتفالات في هذا العالم ,حيث يدعى الشخص لاسمه أو حسبه أو نسبه أو موهبته أو علمه .
إن المريض وغير المتعلم يغلق أمامه باب المصنع أيضا, بينما يدخل المتعلم صحيح البدن ,أما في بيت الله فإن الفقير والأعمى يمكن أن يقفا جنبا إلى جنب مع ملك أونبيل وقد يكونا عند الله أفضل منهما ,إن أهم معنى حضاري وإنساني لأماكن العبادة يكمن في هذا البرهان المتكرر للمساواة.
إرسال تعليق