نرحب من جديد بكل زوار مدونة محيط المعرفة.
ناقشنا في موضوع سابق الصعوبات الإنشائية في اللغة العربية وكيفية معالجتها، واليوم سنناقش معكم علاقة الأستاذ أو المدرس بالمعرفة. فالملاحظ أن العلاقة بالمعرفة (كنسق ثقافي واجتماعي) تتوقف لدى المدرس بمجرد البدء في مزاولة المهنة. إذ أن الأستاذ يعتبر حصوله على شهادة عليا كإقالة من متابعة البحث والدراسة، وهنا لا نعمم لكن طبعا نقصد الأغلبية الساحقة وهذا هو الواقع الذي يجب علينا أن نتقبله حتى نتمكن من معالجته.
علاقة المدرس بالمعرفة |
فالعلاقة الأولية أو الشخصية بالمعرفة إذن ضعيفة (من حيث القراءة والمتابعة). والعلاقة المتوسطة بالمعرفة عبر التكوين المستمر هشة أيضا وغير فعالة، وتعاني من مشاكل فعلية عديدة، أما التكوين الأساس فمحمود جدا من حيث مواد التكوين وضيغه العملية، كما أن الأطر المشرفة عليه في الأغالب الأعم غير حائزة على تكوين متين ومعمق في مجال الديداكتيك والبيداغوجيا المعاصرة وتاريخ الفكر التربوي الفلسفي وغير الفلسفي، باستثناء الدراية ببعض التوجهات في مجال علم النفس عامة، وعلم النفس التربوي بوجه أدق (خصوصا في مراكز تكوين الأساتذة)، وإذا افترضنا أن الحقل الجامعي يشتغل بالمستجدات المعرفية (وهو أيضا أمر ينبغي أخذه بكثير من الحذر واليقظة)، فإن مفعول هذه المستجدات يتوقف بمجرد الحصول على الشهادة التعليمية أو الأكاديمية أو المهنية في الغالب.
لأجل ذلك وجب إعادة النظر وبشكل مستعجل جدا، في مفهوم التكوين الأساس من حيث مدة التكوين والبرامج المعتمدة وكذا الطرائق العملية والتطبيقية، مع البحث عن صيغ للتنسيق بين الهيئة المشرفة على التكوين الأساس وبين الأطر الجامعية المختصة في البحث التربوي والبيداغوجي، وأيضا العلوم الإنسانية عامة.
كما يمكن على المستوى الجامعي إدماج خطة للتكوين البيداغوجي والتربوي في جميع الشعب مع تخصيص حصص معينة في مجال البحث الجلمعي للبحث التربوي البيداغوجي وفتحه على شعب التخصص الجامعي (التاريخ و السوسيولوجيا و الفلسفة والسيكولوجيا والدراسات القانونية والدراسات الاقتصادية والسياسية...) وذلك بهدف الاستفادة منها في مجال تقييم السياسة التربوية عامة في ضوء البحث الجامعي.
والأمر ذاته ينطبق على التكوين المستمر، إذ ينبغي البحث عن صيغ ملائمة لتنظيمه وإجرائه بشكل منتظم يأخذ بعين الاعتبار الحاجيات الأساسية في مجال التكوين والتدريس، والغايات العامة للتغيير التربوي المنشود، ويمكن هنا الاستعانة أيضا بالأطر الباحثة في مجال التربية والعلوم الإنسانية داخل الجامعات وخارجها.
الحقيقة المرة للأسف
ردحذفإرسال تعليق