المشروع التربوي
في هذا الموضوع بحول الله سنتطرق للحديث عن المشروع التربوي، وذلك من خلال التطرق إلى النقط التالية:
المشروع التربوي |
مفهوم المشروع
إن الشعلة الأولى لمشروع ما، وكيفما كانت طبيعته، تنبع من التفكير العميق في الوضعية الراهنة لنشاط معين، ثم مقارنتها مع التصور عن الوضعية المنشودة لنفس النشاط. وبالفعل، فإن المقارنة تنشط الذهن والمخيلة نحو البحث عن أفكار جديدة ينجم عنها أحيانا، مشاريع نظنها غير معقولة، ولكنها تستحق مع ذلك شيئا من الاهتمام. ففي يوم ما حلم إنسان أنه ذهب إلى القمر.. وتحقق ذلك مع الزمن. كل المشاريع من أصغرها إلى أكبرها، سواء تعلقت بفرد أو بمجتمع، تنبثق من المقارنة بين الواقع والأحلام. والحلم يأتي في البداية، كتصور ذهني للحالة المثالية، ثم تظهر فيما بعد الأهداف والسمات الخاصة بحالة واقعية وجديدة، والتي سوف تكون بدورها محط مقارنات وذلك بحثا عن واقع ينال رضى أكبر تحسبا للغد الأصعب.
يتبين من التجربة، أن للمشروع صفات تجعل منه الوسيلة الملائمة لحل المعادلة الصعبة التي يكشف عنها المسلسل المستديم: الواقع فالحلم فالواقع.
وهكذا يبرز إلى الوجود مشروعا تربويا، إنه حصيلة للمقارنة بين التصور الأمثل للمتدخلين حول النتائج الحالية والنتائج التي يطمحون إليها.
المشروع التربوي - البيداغوجي
البيداغوجيا بمعناها الضيق، تعرف على أنها علم تربية الأطفال. وعلى أساس هذا التعريف، فإن الفهرس البيداغوجي عريض ومعقد، لأن تربية الطفل متشعبة وتعني تكوينه الذهني، وتنمية قدراته الفكرية والبدنية وحدسه الأخلاقي، علاوة على تلقينه المعارف، وتدريسه آداب العيش، وتعليمه أعراف وتقاليد المجتمع الذي ينمو فيه.
إن التعليم هو الوسيلة المثلى، وبدون منازع، لتربية الطفل. ورغم اختلاف البيداغوجيا والتربية والتعليم في الاختصاص فمسارهم واحد، وذلك لكونهم يلتقون عند شخص واحد، ألا وهو المدرس. إنه بمثابة صلة الوصل بين المبادئ العلمية، ومواضيع التربية، وكيفية إيصال المعارف: إنه حقا فاعل ومتدخل رئيسي، ولهذا فإن حضوره لا غنى عنه وملزوم في جميع المراحل المؤدية إلى تحقيق المشروع التربوي: من بلورته حتى إنجازه.
حقول التفكير
إن ميدان البيداغوجيا يلم بجميع المواضيع التربوية. ولهذا فإن حقول التفكير أو الإشكاليات التي يمكن لمشروع تربوي أن يعالجها عديدة ومتنوعة. فكل موضوع اجتماعي - إنساني له جانبه التربوي الذي تمليه المقارنات بين الأهداف المنشودة والأوضاع الفعلية والتي أصبح من الضروري تجاوزها عاجلا أم آجلا. وفي هذا الصدد وعلى سبيل المثال، يمكن مقارنة أو تقييم النتائج المحصلة في الميادين التالية:
- التكوين: المواد المقررة في البرامج التعليمية.
- الإجتماعي: الأعراف وآداب العيش.
- القيم: ما نظنه خيرا للفرد.
- المنهجية: الوسائل المستعملة للتعليم.
- الفنون والثقافة: ما نظنه ضروري لإشباع الفكر والحفاظ على السمات الخاصة بمجتمع أو بقوم ما.
وخلاصة القول، إن جميع الميادين التي لها صلة، من قريب أو من بعيد، مع التربية التي نريد إشعاعها في مجتمع الغد، هي خصبة لتشييد مشروع تربوي.
تغطية مشروع تربوي
تختلف المشاريع التربوية باختلاف طموحاتها وأبعادها، ويتجلى ذلك في مدى التغطية، حيث أن هذه الأخيرة قد تشمل:
- المدى الوطني، وحينئذ يكون المشروع من ابتكار قمة الهرم الإداري - أي وزارة التربية - ويشمل جميع التراب الوطني.
- المدى الجهوي، حين يكون من ابتكار النيابة أو مصالح خارجية أخرى.
- المدى المحلي، حين يتم تدبيره وتطبيقه بالمدرسة.
- المدى المحدود، حين يكون من تدبير أستاذ أو فريق من الأساتذة لفائدة مجموعة من التلاميذ.
وبهذا نكون قد أنهينا موضوع المشروع التربوي وإلى لقاء آخر مع موضوع جديد على مدونتكم محيط المعرفة.
المرجع: المشروع التربوي
تأليف: بلانت مارسيل
موضوع شامل عن المشروع التربوي شكرا لكم
ردحذفإرسال تعليق