متابعي مدونة محيط المعرفة سلام الله عليكم.
موضوع اليوم بمشيئة الله سنتطرق فيه إلى طبيعة المشروع التربوي، وذلك بالتطرق إلى:
طبيعة المشروع التربوي |
الطبيعة:
جوهريا، المشروع التربوي يمكن تعريفه بالوسيلة المستعملة قصد إثارة الاهتمام والمشاركة الفعلية للناشئة أثناء سيرورتها التربوية.
وعندما يتم تكييف المشروع التربوي ومراحل النمو الفكري والجسدي للطفل، فإن مشروعا من هذا القبيل ما هو في الحقيقة إلا ترجمة للدور الأساسي للأنشطة الموازية لتحبيب المدرسة للتلميذ، أو لمجموعة من التلاميذ، وتحفيزهم على الدراسة وتعزيز التواصل بين جميع الفاعلين بالمدرسة. لأن تلك الأنشطة، توظف القدرات الثقافية للفرد وفي آن واحد تتيح له الفرصة لإبراز الخصوصيات التي يمتاز بها في ظروف مؤسساتية غير معتادة - من قسم وعائلة ... - الأمر الذي يمثل نوعا من التحدي ومجهود غير تكراري أو غير روتيني. ومعلوم أن التحديات كثيرة في مجال التربية، سواء بالنسبة للإدارة أو للمدرسين أو بالنسبة للتلاميذ، حيث إنها قد تشمل المنهجية، التمدرس، السلوك، النتائج المدرسية، الصحة، الرياضة البدنية أو احترام البيئة والمعدات. وإجمالا، فكل المواضيع التي تسهم في التكوين الشامل للشخص قد تليق لبلورة مشروع تربوي وإعطاؤه طابعا مميزا.
بروز المشروع:
غالبا، إن لم نقل دائما، ما يبرز مشروع تربوي من خلال نتائج التقييم التي تقارن الحالة الراهنة - أو النسبية - مع أحد الهداف التربوية للحالة المنشودة - أو المطلقة - .
إن المشاريع التربوية تبرز عن المدرسين الذين، ورغم نتائجهم الإيجابية، يملكون طاقات متجددة ويحبون تجربة منهجيات مختلفة، وذلك لما يجدونه من نشاط وتحفيز في المهنة التي يمارسونها. هذا الأمر لا يتعارض مع أن يقترح التلاميذ، أنفسهم، على المدرسين بعضا من الأنشطة التي تهمهم، وبما أن هذا الاحتمال وارد، فلا بد أن يتم الترخيص لهم بالتعبير عن أفكارهم حول مدرستهم. وحيث أنه قد تكون للتلاميذ تلك الشعلة التي تلهم مشروعا تربويا أو تسهم في بلورته، فيجب إيتاحهم فرصة التعبير عن آرائهم والإصغاء لما يقولونه.
وكما لا يخفى علينا، فإن الأسباب التي يمكن أن تفرج عن ميلاد مشروع تربوي غير قليلة، ولكن العزيمة على تبنيها هي التي تكاد تنعدم في كثير من الأوساط التربوية، فإنجاز تلك المشاريع المحتملة يبقى رهينا بمواقف وحيوية المتدخلين، ومرتبطا بانفتاحية الإدارة والتنظيم اتجاه الأهداف النوعية للخدمات المقدمة للتلاميذ - الجودة مثلا -.
المرجع: المشروع التربوي
تأليف: بلانت مارسيل
إرسال تعليق