منحت جائزة نوبل لهذه السنة مناصفة بين الياباني تاكاري كاجيتا Takaaki Kajita والكندي آرثر ماكدونالدز Arthur McDonald لمساهمتهما الكبيرة في تجارب سوبر كاميوكاندي، التي اثبتت ظاهرة تذبذب النوترينو هذه الجسيمات الأولية التي كانت تعتبر عديمة الكتلة، وكما هو معلوم فالجسيم الذي ليس له كتلة من المفروض أن يتحرك بسرعة الضوء مثل الفوتون. وعند التحرك بسرعة الضوء يتوقف الزمن، وهذا يترتب عنه عدم حدوث أي تغيير بما في ذلك ظاهرة التذبذب التي تعتبر نوعا من التغيير. فإذا كان الجسيم يتذبذب فلا بد أن تكون له كتلة وهذا ما أثبته العالمان السالفا الذكر.
النيوترينو الجسيم الشبحي
من الصعب رصد النيوترونات نظرا لخصائصه المميزة. فالنيوترينو عديم الشحنة وغير حساس للتفاعل الكهرومغناطيسي لذلك حير العلماء منذ ستينيات القرن الماضي، رغم أنه متوافر بكثرة في الكون أكثر بمليار مرة من كل من مكونات الذرة، فمن كل 10 مليارات نيوترينو تمر عبر الأرض يتفاعل نيترينو واحد مع ذرة من كوكبنا. لذلك أطلق على النوترينو اسم الشبح.
أول من تخيله هو فولفغانغ باولي عام 1930 أما من اكتشف النوترينو فهما العالمان فريدريك رينز وكلايد كوان في محطة للطاقة النووية بسافانا ريفر، بالولايات المتحدة الأمريكية وحصلا على إثر هذا الاكتشاف على جائزة نوبل للفيزياء عام 1995، تريليونات من النيوترونات تمر عبر أجسامنا في كل ثانية. ولكن كتلتها صغيرة جدا إذ أنها لا تمثل سوى جزء صغير من كتلة المادة الكونية. ويبقى السؤال المحير لماذا كتلة النوترينو ضئيلة جدا مقارنة بتلك الجزيئات الأخرى من النموذج القياسي؟ ربما سيجيب عن هذا السؤال من سينال جائزة نوبل التالية .
المصدر Encyclopædia Britannica
إرسال تعليق