السلام عليكم قراء مدونة محيط المعرفة، كما وعدناكم سابقا،سنكمل بمشيئة الله موضوعنا المتمحور حول لغة الطفل وآلياتهاومراحلها وكيفية جعل طفلك يتكلم بسهولة.
إجمالا قسَم، علماء اللغة وعلماء علم النفس الاجتماعي، مراحل نمو اللغة عند الأطفال إلى مرحلتين أساسيتين مرحلة ما قبل اللغة ومرحلة اللغة وسنعكف في موضوعنا اليوم على تحليل المرحلة الأولى:
أ- مرحلة ما قبل اللغة
وتمتد منذ الولادة حتى إتمام الطفل عامه الأول، وخلالها يستعد الطفل لتدريب جهازه اللغوي على إخراج
الأصوات المختلفة.وقد تم تقسيم هذه المرحلة بدورها إلى أربعة مراحل مختلفة تتداخل فيما بينها وكل مرحلة تبنى على سابقتها.
مرحلة الصراخ الإنعكاسي
وتبدأ
من صرخة الميلاد -التي تعتبر من الناحية الفسيولوجية أول استخدام
للجهازالتنفسي الدقيق؛فهي تحدث بسبب اندفاع الهواء بقوة عبر الحنجرة إلى
الرئتين محدثة اهتزازا لإتمام عملية التنفس وتزويد الدم بالأكسجين
اللازم؛ ومن الناحية اللغوية تمثل هذه الصرخة أول استخدام لجهاز الكلام وهي
أيضا أول مرة يسمع الطفل خلالها صوته- وتمتد حتى الأسبوع الثامن. ويستخدم
الطفل الصراخ في هذه المرحلة للتواصل مع الآخرين، وللتعبير عن حالاته
الوجدانية، كالألم، الجوع، الرغبة في النوم،عدم الإرتياح من الملابس
المبللة، الرغبة في وجود أحد إلى جانبه...إلخ . ويكون للأم دور مهم خلال هذه
المرحلة في تعرف أنواع الصراخ، حيث يتلون صراخ الطفل تدريجيا طبقا لشدته
وقوته، وفي بعض الأحيان يكون عبارة عن صيحات وتنهدات مصاحبة
للحركات، بالإضافة إلى الأصوات التي تصدر عند الكحة والعطس وعند البلع. فلا
يجب أن يفسر هذا الصراخ دائما بسبب المرض أو الألم، فتهرع الأم بطفلها إلى
الطبيب، الذي يقوم بعمله طبعا.. في حين إن تمالكت نفسها وأحست بطفلها
وتفقدته وصبرت قليلا ربما توقف عن الصراخ، ويكون الطبيب الحل الأخير.
مرحلة المناغاة
حيث
يرى معظم العلماء الذين قاموا بدراسة التطور اللغوي عند الطفل، أنه ببلوغ
هذا الأخير الشهر الثالث فإن نسبة الصراخ تقل بصورة ملحوظة، ويبدأ نمو
الجهاز العضلي بدرجة تسمح بإحداث أصوات معينة أساسية للغة. ومع التحكم
المستمر في اللسان والفم يتقدم الصغير بنجاح نحو مرحلة المناغاة، والتي
بدورها تتجزأ إلى:
- مرحلة المناغاة والضحك: وتظهر مع بداية الشهر الثالث حتى نهاية الشهر الرابع، حيث يصدر الطفل أصوات الهمهمة وأصوات الراحة للتعبير عن حالات الإرتياح، وتصدر خصوصا عندما يكون الطفل وحيدا. وغالبا ما تكون هذه الأصوات لينة مفتوحة"أ أ أ". وبعدها تظهر الضحكات المتصلة الصادرة بأصوات تارة مجهورة وتارة مهموسة.
- مرحلة اللعب الكلامي: وتبدأ نهاية الشهر الرابع وتمتد حتى بداية الشهر السابع، وهنا يظهر تكرار وازدواج المقاطع وتظهر أيضا بعض السواكن والمتحركات الجديدة (دا دا دا-با با با-مم-نن). وغالبا ما يِؤدي الطفل هذه الأصوات في حضور بعض الأفراد المألوفين لديه، للإشارة فإن تكرار تلك المقاطع من طرف الوالدين يكون له تأثير إيجابي في سلوك الطفل ويدخل عليه البهجة والسرور.
- مرحلة المناغاة المتكرر: ويستعمل خلالها الرضيع مجموعة من المقاطع المكونة من سواكن تكون ثابتة في كل مقطع نانا دادا وأكثرها شيوعا السواكن الشفوية والأنفية. كما تظهر في نهاية هذه المرحلة، المقاطع المركبة من ساكن متحرك ساكن (مام نان ). والجدير بالذكر في هذه المرحلة يكون الجهاز الصوتي لدى الطفل في تطور دائم.
مرحلة التقليد
يتسم تقليد الأطفال لكلام الراشدين في البداية بأنه غير محكم ودقيق، لذالك
نجد الكلام الذي ينطقه الطفل يبعد بشكل واضح عن النموذج الذي يحاول
تقليده. ويرى أغلب الباحثين أن مرحلة التقليد أو المحاكاة تبدأ بعد الشهر
التاسع، وهناك فروق فردية بين الأطفال في القدرة على المحاكاة ونطق الكلمة
الأولى، حيث تخضع لعوامل متعددة كالذكاء والسن والجنس وفرص الكلام االمتاحة
ووجود أطفال آخرين معه داخل الأسرة...وفي نهاية هذه المرحلة يصبح الطفل
قادرا على لفظة إلتقطها من الكبارعن طريق السمع. وهدا ما يميز عملية التقليد
خلال هذه المرحلة، حيث تتحول من عملية تلقائية لا إرادية إلى إرادية
يصاحبها عنصر الفهم.
مرحلة الإيماءات
وتبدأ
في نهاية العام الأول قبل أو مع ظهور الكلمة الأولى. حيث يبدأ الطفل
باستخدام الإيماءات والإشارات كوسائل للإتصال مع الآخرين. وتختفي هذه
الإيماءات تدريجيا عند منتصف العام الثاني، وذلك مع زيادة التعبير
اللفظي. وهذه أمثلة لبعض إيماءات الطفل قبل بلوغه العام الأول: إبعاد الرأس
والفم عن ثدي الأم وإخراج الطعام تعبيرا عن الشبع، مد ذراعيه وابتسامته
تعبيرا عن رغبته في أن يحمل، حركته العنيفة أثناء تغيير الملابس تعبيرا رفضه
لهذه العملية...
تابع بقية الموضوع في الجزء الثالث منه: كيف تجعل طفلك يتكلم بسرعة؟ الجزء الثالث
وإلى لقاء آخر مع موضوع جديد على مدونتكم الثقافية محيط المعرفة.
تابع بقية الموضوع في الجزء الثالث منه: كيف تجعل طفلك يتكلم بسرعة؟ الجزء الثالث
وإلى لقاء آخر مع موضوع جديد على مدونتكم الثقافية محيط المعرفة.
إرسال تعليق