جميعنا نظن أنفسنا أحرارا في اتخاذ قراراتنا، لكن الحقيقة مغايرة تماما لهذا الاعتقاد السائد، حيث تجد الكثير من الناس يلجؤون إلى تبني الأفكار الجاهزة وتقليدها من دون التريث أوالتفكير ولو للحظات في مدى صحة هذه الأفكار.
بعض الناس يستغلون هذه الفجوات النفسية لجعلنا نوافق على طلباتهم ونقول نعم، وبالرغم من وجود آلاف الطرق كي نقول نعم إلا انها تقع دوما ضمن ستة انواع من أساليب الإقناع: الثبات،التبادل،السلطة، المحبة، النذرة، والبرهان الاجتماعي. سنتكلم في مقالتنا هذه عن أهم واخطر أسلوب يجعلنا نقول نعم دون تفكير:
لاستقطاب الحشود يلجأ الساسة في خطاباتهم إلى استعمال البرهان الإجتماعي |
البرهان الاجتماعي
البرهان الاجتماعي أو ما يعرف في علم النفس باسم السلوك القالبي الآلي ويتلخص مضمونه في مفهوم: المظهر المحرض الذي يؤدي الى الاستجابة الثابتة. وكما قال تشالديني المختص في علم نفس الإقناع "الناس مبرمجون على اعتبار السلوكيات أو التصرفات الصحيحة هي تلك التي تتشاطرها الجماعة.مثال على ذلك: قامت إناث ذباب الفوتوريس الشرسة بحل شيفرة زواج ذبابة من نوع آخر تعرف بذبابة الفوتينوس وهي شيفرة تعتمد على وميض الضوء وما إن تقترب ذكور الفوتينوس من إناث الفوتوريس بحثا عن التزاوج تسارع إناث الفوتوريس لالتهام الذكور المغفلة، فالمظهر المحرض:وميض الضوء يؤدي الى تشغيل شريط التزاوج الذي يؤدي بدوره الى الاستجابة الثابتة.
لدى يجب ان نحصن انفسنا من الاستجابة بشكل آلي أو بأسلوب انعكاسي ونعطل تفكيرنا، بحيث ننخدع بالدليل الجزئي او الزائف، كما يجب التمرد على برمجتنا السابقة ،إذا استدعى الأمر،وكمثل ملموس في المجتمع يحرص الساسة أثناء حملاتهم الانتخابية على بث بعض من أتباعهم وسط الجموع للتصفيق والتهليل،فبمجرد بدء أحدهم بالتصفيق تتبعه الجموع الباقية كاستجابة آلية لمحرض التصفيق، كما يمكن استعمال البرهان الاجتماعي لصالحنا فإذا استطعت أن تقنع المتلقي بأن فكرتك تحظى بسند جماهيري أو تتبناها شخصيات مشهورة ذات حظوة عند مخاطبك بالذات، حين ذلك تكون قدرتك على استمالته سهلة.
كاتب المقالة : الأستاذ هشام بوتشيشي
إرسال تعليق