متابعي مدونة مدونة محيط المعرفة الأوفياء، سلام الله عليكم في موضوعنا السابق بعنوان "صاحب أقوى ذاكرة في العالم لسنة 2015 يتحدث عن الكتاب الذي غير حياته"، وعدناكم بعرض للأساليب التي اتبعها أليكس مولين والصحفي جوشوا فوير، للفوز بمسابقات الذاكرة العالمية.
وقلنا في ذاك الموضوع أن جميع من وصلوا إلى مستويات متميزة، فقد استعمال حيل ذهنية بسيطة. أي أن الجميع بإمكانهم الحصول على ذاكرة رهيبة إذا ما طبقوا هذه الأساليب الذكية. فبإمكانك أخي القارئ أن تستعملها لحفظ قوائم المشتريات من دون الاستعانة بلوائح مكتوبة أو تذكر جميع أرقام الهواتف الموجودة في ذاكرة هاتفك الجوال، من دون الرجوع إليه كما يمكنك استخدامها في مجال عملك المهم أن حياتك ستتغير من دون شك.
مولين صاحب أقوى ذاكرة في العالم لسنة 2015 |
أنشئ قصرا داخل عقلك:
انشاء قصر داخل العقل، فكرة قديمة ترجع بجدورها إلى عام 477 قبل الميلاد. حينما كان الشاعر اليوناني سيمونايديز مدعوا في حفلة عشاء، أقامها أحد النبلاء في عصره، وأثناء العشاء استدعي سيمونايديز للحديث مع شخص يحمل له رسالة خارج القصر. ومباشرة بعد خروجه من باب القصر انهار السقف على المدعوين، الذين ماتوا جميعا وتشوهت وجوههم إلى الدرجة التي أصبح من المستحيل التمييز بينهم. استرجع سيمونايديز مكان جلوسه قبل خروجه، فأصبحت الصور الذهنية لمكان كل واحد من الذين قضوا نحبهم واضحة في ذهنه، فبإمكانه الآن التقاط صورة له وهو يتحدث إلى الضيف الجالس أمامه، وضيف آخر كان يجلس على يساره، وثالث كان يجلس على رأس الطاولة، فأدرك أن بإمكانه التعرف على الجثث بتذكر الترتيب الدقيق الذي كان يجلس فيه الجميع. ويقال إن هذه الكارثة قادته إلى اكتشاف أفضل وسيلة لتذكر مجموعة من الحقائق والأشياء وذلك بربطها بمكان معروف ومحدد ومنظم.ومؤخرا قام فريق من العلماء من جامعة "كوليدج لندن" بقيادة إيلانور ماجويار بمسح ضوئي لأدمغة 10 أشخاص من الذين وصلوا إلى المستويات المتقدمة في بطولة العالم للذاكرة، وكان الغرض من التجربة هو البحث عن الاختلافات البنيوية في أدمغتهم، التي مكنتهم من أن يتمتعوا بهذه الذاكرة الخارقة. والمفاجئ في الأمر أن الاختبارات لم تكشف عن أي تغييرات بنيوية على مستوى أدمغتهم، الاختلاف المشترك الوحيد الذي تم رصده هو الاستعمال التفضيلي لثلاث مناطق في الدماغ لها علاقة بعملية التوجيه والتحكم.
انشاء قصر الدماغ لا يعني بالضرورة أن تتخيل قصرا بل أي مكان تخبره جيدا، كمنزلك أو الطريق إلى عملك أي الأماكن التي تعرف تفاصيلها بدقة لوضع الأشياء أو المعلومات التي تريد تذكرها على المدى القصير مثل أوراق اللعب أو ترتيب مجموعة من الأشخاص أو المشتريات.
يقول مولين "بالنسبة لمسابقة الأرقام التي تتم في خمس دقائق، استعمل قصرين في كل مرة وأملاؤهما بالأرقام. لكن عندما يتعلق الأمر بالجامعة، فأستعمل قصورا أخرى على سبيل المثال الأدوية التي تعالج اضطرابات المعدة، أقوم بملء قصر ولا أستخدمه لأي شيء آخر سوى للمعلومات المتعلقة بهذا الموضوع". وفي موضوعنا القادم بمشيئة الله سنطلعكم عن باقي الأساليب التي يستعملها أبطال العالم في الذاكرة.
إرسال تعليق