يرجع معظم المؤرخون سبب بزوغ الحركة التنويرية خلال القرنين 16 و 17 التي ظهرت في أوروبا إلى التأثير الثقافي للفلسفة والعلوم اليونانية، وحتى النظم السياسية والاجتماعية التي رافقت عصر النهضة ابتداء من القرن 18 قد نهلت من كبار الفلاسفة والحكماء الإغريق أمثال أفلاطون وسقراط و سولون الأثيني.
لقد وضعت الأحداث المفصلية التاريخية التي جرت في بلاد الإغريق، الأساس إلى تقسيم الحضارة اليونانية إلى أربع محطات أو أربع عصور .
اليونان القديمة |
العصور اليونانية المظلمة (من 1100 - 750 قبل الميلاد)
يعود أصل الإغريق إلى قبائل هاجرت من شبه جزيرة البلقان. وعرفت هذه الفترة بازدهار الحضارة الميسينية المتحدثة باليونانية، وكل ما نعرفه عنها ينحصر في ما خلفه هوميروس في ملاحمه الشهيرة الإلياذة والأوديسة التي تحدث فيها عن طروادة والبطل الأسطوري أخيل. ولكنها انهارت حوالي 1150 قبل الميلاد، ويعد هذا الحدث مؤشرا لدخول العصور اليونانية المظلمة، وسميت بهذا الإسم بسبب عدم وجود محاضر مكتوبة، وعدد قليل من البقايا الأثرية. وكان ذلك تزامنا مع نهاية العصر البرونزي.العصر القديم (من 750 - 480 قبل الميلاد)
بعد انهيار الحضارة الميسينية، طور اليونانيون الأبجدية الفينيقية، واستحدثوا الأبجدية اليونانية. لتظهر أولى النصوص المكتوبة وقسمت بلاد اليونان إلى دويلات أو بالأحرى إلى مدن تتمتع باستقلال ذاتي. ابان القرن الخامس قبل الميلاد ظهرت أربع مدن قوية أثينا واسبرطة، كورنثوس، وطيبة. انقسمت هذه المجتمعات الصغرى إلى فقراء و أغنياء أو أرستقراطيون و هَلُوت هذه الشريحة الأخيرة اهتمت بشؤون الزراعة والعمل البدني في حين كان كل مواطن ذكر في اسبارطة المدينة الحربية جنديا من جيش اسبارطة في حالة استعداد عسكري دائم. حتى الأرستقراطيون لم ينجوا من الخدمة العسكرية؛ هذه المساواة بين الأغنياء والفقراء قللت من الصراع الاجتماعي. ويعود الفضل في هذه الإصلاحات، إلى يكورديوس الإسبرطي.في حين عانت أثينا من عدة أزمات متتالية وحروب أهلية. إلا أن الإصلاحات التي قام بها الحكيم سولون حوالي (594 قبل الميلاد)، حسنت من أحوال الفقراء لكنها لم تمنع من تكريس السلطة في يد الأرستقراطيون مما ساهم في حفظ الاستقرار داخل أثينا.
العصر الكلاسيكي (من500 - 323 قبل الميلاد)
قرر داريوس ملك الإمبراطورية الأخمينية(فارس)، بعدأن احتل أيونية (تركيا حاليا) سنة 490 قبل الميلاد اخضاع بلاد اليونان مما اضطر المدن الإغريقية للتوحد ضد عدوهم الغازي, استمرت الحروب الفارسية اليونانية حتى 449 قبل الميلاد، رغم كل ذلك استمر الصراع بين أثينا واسبرطة في ما يسمى بالحرب البيلوبونيسية (431-404 قبل الميلاد). كانت الغلبة في النهاية لاسبرطة التي حكمت بلاد اليونان لمدة 16 سنة إلى أن هزمت على يد طيبة عام 371 قبل الميلاد. تصاعدت بعد ذلك قوة مقدونيا بقيادة فيليب الثاني الذي توسع على حساب دول الجوار وأجبر أغلبية مدن اليونان هلى الانضمام إلى اتحاد كورنث، ممهدا الطريق أمام ابنه وخليفته الإسكندر الكبير ليحكم قبضته على بلاد اليونان كما هزم داريوس الفارسي وقضى نهائيا على الإمبراطورية الأخمينية ثم قام بضمها إلى مقدونيا ليلقب بعدها ب "العظيم". ووصل إلى الهند وبلاد الفراعنة وأسس مدن عدة عرفت بالإسكندريات .العصر الهلنستي (من323-146 قبل الميلاد)
بدأ العصر الهلنستي مباشرة بعد وفاة الاسكندر المقدوني، الذي قسمت امبراطوريته، بعد فترة من الصراع، بين قادة جيشه إلى : المملكة البطلمية (مصر) والإمبراطورية السلوقية (بلاد الشام، بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس)، وأسرة انتيجونيد (مقدونيا) الاتحاد الاخيونى(طيبة، كورينت وأرغوس) واتحاد اتوليان (بما في ذلك أثينا واسبرطة).هذه الانقسامات والتشردم عجل بنهاية الإمبراطورية اليونانية وجعل من بلاد اليونان احدى مقاطعات الامبراطورية الرومانية.قصة الحضارة ويل ديورانت
إرسال تعليق