يمكن تشبيه تكوين العادة بخيط رفيع لا يكاد يرى، لكننا في كل مناسبة نكرر فيها نفس السلوك؛ نقوي فيه ذلك الخيط بإضافة فتيل جديد إليه؛ مرة تلو أخرى. ليصير حبلا يربطنا بإحكام ويقهرنا فكرا وفعلا.
حان وقت التغيير |
فتكرار أي سلوك؛ يخلق روابط بيولوجية ويعززها على مستوى المشابك العصبية؛ التي من شأنها أن تستعيد العاطفة أو السلوك الجديد في المستقبل. إلى أن يصبح لدينا موصلات كثيفة؛ تجبرنا على الإحساس أو التصرف بطريقة معينة إلى أن تصير عادة أوتوماتيكية ومستمرة مع الزمن. يصعب علينا الإقلاع عنها حتى ولو أردنا ذلك. فالدارات العصبية مصممة لحفظ بقاءنا لأن العقل يفسر السلوكيات المتكررة على أنها سلوكات أمنة؛ ومفيدة لأن الشخص أقدم عليها عدة مرات دون ضرر أو ألم فوري. لذا فهو يحتفظ بها مخزنة في مكان آمن داخل أجهزتنا العصبية حيث تعتبر صلات بدنية وليست مجرد ذكريات غير ملموسة.
لكن الأمر ليس بهذه القتامة؛ بالنسبة لأولئك الذين يريدون تغيير عاداتهم فالنبأ السار؛ أن التوقف عن الانغماس في السلوك أو العاطفة المستهدفة لفترة كافية من الوقت؛ يجعل الصلات العصبية التي تتحفز أثناء أداء هذا النمط بالذات؛ تضعف و تضمر إلى أن تختفي تلك الأنماط العاطفية والسلوكية التي تسلبك قوتك. فعليك أخي القارئ أن تتذكر؛ بأن العادة إن لم تمارس ستذوي؛ والالتزام إن لم يتكرر سيضعف والحب الذي لم يشاركك فيه الطرف الآخر سيذبل.
في موضوعنا القادم بمشيئة الله سنطلعكم على الخطوات الست لتكييف الروابط العصبية.
إرسال تعليق