ويدعي
كلا العالمان أننا لسنا بحاجة لإله لتفسير حدوث الكون، على اعتبار أن
الأديان مجرد قصص خيالية تعطي أجوبة جاهزة، لا يمكن الاستدلال على
حقيقتها بأي وجه من الوجوه. في حين يتمتع العلم بقدرة تفسيرية عالية تتناسب
مع قواعد المنطق والبداهة حسب زعمهما. حتى أن هوكينغ قال : "أصبح العلم
وعلى نحو متزايد يجيب على أسئلة جرت العادة أن تكون ضمن سلطة الدين .. إن
الرواية العلمية للمسألة كاملة، ولم يعد اللاهوت ضرورياً."
كتاب التصميم العظيم لستيفن هوكينغ |
قوانين اللاشيء
يقول هوكينغ أن الكون كله نشأ من لا شيء. والمقصود هنا ليس اللاشيء الفلسفي بل اللا شيء الفيزيائي، والفكرة هنا يمكن تلخيصها في تجربة كازيمير والتي تنص أنه إذا أخذنا فضاء فارغا(صندوق اختبار) وتخلصنا من جميع الذرات والجسيمات والفوتونات والإشعاعات وكل شيء في هذا الفضاء بحيث لا يتبقى أي شيء على الاطلاق، أي أن هذا الفراغ الذي أحدثناه في المختبر أصبح هو اللاشيء بعينه فرغم كل ذلك فإننا سنجد أن لهذا الفراغ وزنا.حيث استعمل كازيمير لوحان معدنيان غير موصولان بأي مصدر للطاقة في حيز من الفضاء خال من أي اشعاعات أو مجالات كهرمغناطيسية أو موجات كيفها كان نوعها. قارب هاذين اللوحين المعدنيين حتى لم يبقى بينهما إلا بضع ميكرومترات وهي مسافة جد ضئيلة، فلاحظ أن اللوحين بدأ يتجاذبان بسبب قوى خارجية تدفعهما ليلتصقا، وتأكد فيما بعد أن الفراغ الذي كان يظن أنه فراغ ليس فراغا حقا بسبب وجود جسيمات افتراضية تتخلق من العدم وتفنى في زمن لا يكاد يذكر , أي أقل من زمن بلانك
ويمكن تشبيه الفراغ بالمشروب المغلي الذي يبقبق بالجسيمات الافتراضية التي تظهر إلى الوجود وتعود إلى العدم في زمن لا يسمح لنا أن نقول عليها أنها موجودة أو غير موجودة نظرا لعدم قدرتنا على اخضاعها للقياس. لأن زمن بلانك أقصر فترة زمنية يمكن قياسها (استنادا إلى الميكانيكا الكمية) والتي لايوجد معنى للزمن أدناها.
الخلق من العدم
واستنتج العالمان أنه باستعمال ميكانيكا الكم والجاذبية يمكن تحويل هذه الكائنات الافتراضية إلى كائنات حقيقية. فلو افترضنا أن هذه الجسيمات الافتراضية هي عبارة عن أرانب تظهر فجأة من العدم ثم تعود إليه في زمن لا يكاد يذكر في هذه الحالة لا يمكن أن نقول أن الأرانب موجودة فعلا إلا إذا استطعنا إيجاد قوة خارجية هائلة تعمل على استطالة زمن وجود الأرانب وهذه القوى القادرة على فعل ذلك لا تخرج عن القوى الأربع المعروفة وهي القوة النووية الشديدة، القوة النووية الضعيفة، القوة الكهرومغناطيسي، وقوة الجاذبية.وقد استنتج هوكينغ فكرته هذه من خلال عمله على الثقوب السوداء والتي تعتبر مجالات جذبية هائلة حيث استنثج أن العدم على حوافها ينفلق إلى طاقة موجبة و أخرى سالبة فقال أن الجاذبية تحول العدم إلى موجودات حقيقية .
مغالطات ستيفن هوكينغ ولورانس كراوس
ربما ما توصل إليه هوكينغ ولورانس كراوس له ما يؤيده من الناحية العلمية لكن الخطأ الذي اقترفه كلا العالمان يكمن في افتراض فكرة "الخلق التلقائي ". و أن اللاشيء أو العدم يمكن أن ينبثق عنه موجودات لكن فقط في ظل وجود قوى جذبية هائلة وهذا ما افترضه هوكينغ في كتابه التصميم العظيم .السؤال هنا من أين جاءت الجاذبية باعتبارها شيء يخالف العدم؟وهذا يفند ادعاءهما بأن تقلبات الفراغ تتحول ذاتيا إلى وجود من دون تدخل قوى خارجية وهي الجاذبية والتي يمكن وصفها بأنها تحدب للزمكان. إذن حتى الجاذبية نفسها بجاجة إلى مادة تساهم في تشويه النسيج الزمكاني, فواضح أنه يفترض أن الجاذبية (أو ربما قانون الجاذبية فقط؟) موجود، وهذا ليس لا شيء، فالكون لم يُخلق من لا شيء، والأسوأ من ذلك عبارة “يمكن للكون أن يخلق نفسه من لا شيء، وسيفعل ذلك” فهي عبارة متناقضة ذاتياً، لأنه إن قلت إن (س) خلق (ع) فهذا التعبير يفترض مسبقاً وجود (س) بداية حتى يسبب جلب (ع) إلى الوجود، فإن قلتُ إن (س) خلق (س) فقد افترضتُ مسبقاً وجود (س) حتى أبرر وجود (س)، فالافتراض المسبق بوجود الكون لتبرير وجود الكون عبارة غير متسقة منطقياً، ويبين هذا أن الهراء يبقى هراء وإن تحدث به أشهر العلماء عالمياً.
المراجع the grand design stephen hawking
A Universe from NothingLawrence Maxwell Krauss
إرسال تعليق