ظلت الحضارة الموكينية مسيطرة على بلاد اليونان، حتى نهاية العصر البرونزي لتدخل بلاد اليونان فترة من الغموض حيث لم يعثر سوى على النزر اليسير من الأدلة الأثرية، التي لا تزال قائمة. أما كتابات هيرودوت و بوسانياس و ديودورس وغيرهم، فلا تؤرخ سوى لفترة زمنية قصيرة وقلة من الملوك لذا نعت المؤرخون هذه الحقبة المبهمة من تاريخ اليونان بالعصور المظلمة.
اندثرت الحضارة الميكينية، حوالي 1000 ق.م نتيجة غزو القبائل الدورية الذي بدأ قبل ذلك بقرن تقريبا، وكانت نتيجة هذا الاندثار، كما رأينا، فترة من التخلخل والتخلف سادت أرجاء المجتمع اليوناني لمدة قرنين من الزمن حتى 800 ق.م . لكن رغم كل مساوئ هذه الحقبة المظلمة. فإنها أتاحت للمجتمع اليوناني، المدة الزمنية اللازمة لاستيعاب العناصر الجديدة القادمة من الشمال. وما كان لا بد أن يتلو ذلك من امتزاج بين العناصر السكانية القديمة وهذه العناصر الجديدة، بما يعنيه ذلك من صراع وتداخل وتفاعل أدت في نهاية الأمر إلى قيام مجتمع جديد.
كان الدوريون عندما جاؤوا، إلى بلاد اليونان في حالة بدائية يعملون بالرعي وتربية الماشية، ولا يهتمون بالزراعة وقد أدخلوا معهم الحديد، وكان هذا في نظر بعض المؤرخين سر انتصارهم على الموكينيين بأسلحتهم البرونزية، واستثمروا قوتهم للسيطرة على مستعمرات جديدة في آسيا الصغرى مكنتهم من الاتصال بالحضارات الشرقية ليقتبسو منهم العناصر الأساسية التي ستبنى عليها الحضارة اليونانية الجديدة.
إرسال تعليق