لا أعرف إن كنا محظوظين بعيشنا في هذا الزمان الغريب، أم أننا على أعتاب كارثة إنسانية، لم يشهدها التاريخ البشري من قبل فبعد بضعة شهور من إعلان كانيفيرو الملقب فرانكشتاين عن استعداده رفقة الفريق الطبي الصيني عن قرب اجراء عملية جراحية معقدة .يتم خلالها زرع رأس شاب مشلول في جسد رجل ميت بيولوجيا (الموت الدماغي). لمشاهدة التفاصيل اضغط الرابط التالي زراعة رأس شاب مشلول في جسد أخر ميت سريريا أواخر سنة 2017 ، تطالعنا أخبار جديدة على صفحات الجريدة المرموقة The Journal of Neuroscience مفادها أن قراءة الأفكار أصبحت حقيقة واقعة فلم يعد عقلك في مأمن من الاختراق، فكل شيء أصبح متاحا للذكاء الاصطناعي حتى نياتك وأفكارك يمكن أن يشاهدها الجميع على شاشات الحاسوب.
الصور الأصلية والصور التي بناها البرنامج معتمدا على نشاط الدماغ |
بدأت الفكرة في جامعة أوريغون، حيث تمكن فريق من الباحثين على رأسهم عالم الأعصاب برايس كول Brice Kuhl باختراع ذكاء اصطناعي موصول بجهاز للتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي fMRI، قادر على مسح الدماغ وإعادة بناء صور الوجوه التي كان يشاهدها المتطوعون بعد أن طلب منهم التفكير فيها.
عرض فريق البحث 1000 صورة بالألوان الطبيعية، لوجوه أشخاص عشوائيين على 23 متطوعا وضعت على رؤوسهم أقطاب تقيس النشاط العصبي عن طريق الكشف عن التغيرات الطفيفة في تدفق الدم بالدماغ fMRi. ويحول الذكاء كل المعلومات الواردة عن كل وجه على حدة إلى رموز رياضية عن طريق خوارزميات معقدة ترصد حوالي 300 صفة جسدية في كل الوجوه المعروضة على المتطوعين بغية مساعدة البرنامج الاصطناعي على "مشاهدة" الوجوه كرموز.
وهذه العملية التي وصفناها حتى الآن ليست إلا المرحلة الأولية لتدريب الذكاء الاصطناعي على تكوين ما يكفي من التطابقات ما بين نشاط الدماغ وشيفرة الوجوه، أما المرحلة الثانية فكانت بمثابة الاختبار الحقيقي لنتائج هذه التجربة الرائدة حيث عرضت على نفس المتطوعين وجوه مغايرة تماما كما أن رؤوسهم كانت موصولة فقط بجهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي لمعرفة شكل الوجوه معتمدا على نشاط دماغ المشاركين فقط.ثم طلب من المشاركين رؤية وجه، ثم الاحتفاظ به في ذاكرتهم، ومن ثم جعل برنامج الذكاء الاصطناعي يعيد بناء صورة الوجه استنادا إلى ذكرى الشخص حول شكل الوجه.
برايس كول "النتائج لا زالت بعيدة عن الكمال لكن التكنولوجيا تتقدم أسرع مما يعتقد الجميع" |
وكانت الحصيلة أن الذكاء الاصطناعي تمكن من إعادة بناء الوجوه استنادًا على نشاط منطقتين منفصلتين من الدماغ: احداهما التلفيف الزاوي Angular gyrus، وهي منطقة تساهم في عدد من العمليات المتعلقة باللغة، ومعالجة الأرقام والوعي بالأماكن وتشكيل الذكريات الحية، وكانت المنطقة الثانية هي القشرة القذالية الصدغية occipitotemporal cortex، والتي تعالج الإشارات البصرية.
قال برايس كول Brice Kuhl رئيس الفريق "الكل يمكن أن يلاحظ أن النتائج لا زالت بعيدة عن الكمال لكن التكنولوجيا تتقدم أسرع مما يعتقد الجميع بحيث يمكن في المستقبل رصد ضخ الدم في العصبونات على كتل أصغر وأصغر كما أن الخوارزميات ستتطور أيضا بموازاة مع ذلك حينها سيتمكن العلماء من قراءة المخ بشكل دقيق جدا، كما حصل مع الشاشات الفائقة الدقة ومن المؤكد بأن هذا النوع من التكنولوجيا ستستخدم في أشياء إيجابية وأخرى سلبية ، كفهم أمراض المخ كمثال السكتة الدماغية والخرف، ومن الممكن أن تساعد في بناء كمبيوترات متصلة بالدماغ وأيضا ستكون طريقة للتعامل مع البكم، أما من الناحية السلبية، فقد تستخدم هذه التكنولوجيا في الاستجوابات والتحقيقات وغيرها، ومنها ما سيستخدم في تصوير الأحلام، ولا ندري إن كان ذلك سيقضي على الخصوصية أم أننا سنتأقلم مع الأمر كما تعودنا دائما."
The Journal of Neuroscience
إرسال تعليق