عاش المغول بآسيا في هضبة منغوليا الممتدة من حدود الصين الى وسط آسيا. وعاشت القبائل المغولية متفرقة و متناحرة، فكان هناك رعاة و صيادون يعيشون جميعا تحت قسوة الظروف والبرودة الشديدة التي تصل الى 58 درجة تحت الصفر وفي الصيف قد تناهز 60 درجة.
امبراطور الدماء جنكيز خان |
وطبعت هذه الأحوال المغول بطابع القسوة و الخشونة و كثرة الترحال و التنقل.فكانوا يؤمنون بالجن و الشياطين و يعظمون الجبال و الأنهار والاجرام السماوية.
في هذه الظروف ولد تيموجين سنة 1162م و قتل والده وهو ابن التاسعة ووقع في الاسرفي احد الحروب و تميز تيموجين بالحنكة والقسوة و القيادة,مما اهله لتوحيد القبائل المنغولية سنة 1206م و لقبه مجلس القبائل المنغولية باسم جنكيز خان و تعني امبراطور العالم.
اكتسح جيش المغول شمال غرب الصين و أطاح بدولة"هي هاي"ثم هزم امبراطورية "تشن" شمال الصين ليتمكن لاحقا من غزو كل الصين .و امتدت هيمنته على ايران و أفغانستان وما بين النهرين.قاد جنكيز خان جيشه ضد الاتراك زمن شاه خوارزم سنة1219 فاستشهد اكثر من مليون مسلم في حرب طاحنة انتهت بانتصار المغول.
وتوسع جنكيز خان فاستولى على روسيا و احرق موسكو ودخل اوروبا وحكمها بقبضة من حديد,وواصل "هولاكو" مسيرته فقضى على الخلافة العباسية بالعراق و دمر بغدادسنة1258م و ذبح النساء و الأطفال و الشيوخ بوحشية تقشعر لها الابدان.و احتل الشام الى ان اوقفه سلطان مصر"قطز"في معركة عين جالوت سنة 1259م.
حطمت الامبراطورية التترية رقما قياسيا في الزمان والمكان فحروب التوسع استمرت نصف قرن حيث احتلوا معظم اسيا و أجزاء كبيرة من اروبا و افريقيا,ومن غرائب الاحداث ان المغول أعداء الحضارة اللذين دبحوا الناس و احرقوا الأخضر و اليابس و الكتب كانوا السباقين للاسلام فعادة يجبر الغالب المغلوب على اعتناق دينه ولكن الغالب هنا دون قهر اعتنق دين المغلوب فتبارك الله مالك الملك.
بقلم :الحسين بوتشيشي
إرسال تعليق