حث الميثاق الوطني للتربية والتكوين على تمتيع المدرسة بهامش مهم من الاستقلالية في ممارسة اختصاصاتها التربوية والتدبيرية والاندماج في محيطها السوسيو-اقتصادي بواسطة شراكات متنوعة. ومن هذا المنطلق وحسب الميثاق الوطني للتربية والتكوين فالمدرسة مطالبة بالتواصل الفعال مع محيطها، حتى تخلق فضاء تربويا ومجالا عموميا تطبعه الثقة المتبادلة وتميزه روح التعاون والتشارك والتفاوض والتفاهم. ولأجل الوصول الى هذه الغاية يجب أن تتميز الادارة التربوية بالكفاءة العالية في التسيير والانفتاح الفعال على المحيط والتدبير التشاركي مع مختلف مكوناتها. لكن واقع الحال يتصف بالعكس تماما ويبين أن الادارة التربوية تمر بأزمة حقيقية.
بعض عناصر أزمة الادارة التربوية:
كانت الادارة التربوية ولاتزال تعيش وضعية مترهلة وتعاني أزمات خانقة طالت مقوماتها الداخلية والخارجية، ومن تمظهرات هذه الأزمة نذكر بعض العناصر:
1- إسناد المناصب الادارية الى غير أهلها، فإلى يومنا هذا مازالت بعض النيابات تكلف بعض المدرسين بإدارة المؤسسات التعليمية، وطبعا ستغيب عنهم المعارف اللازمة والكفايات الضرورية والتكوين المتين لشغل هذا المنصب.
2- ضعف إلمام المدراء بالتطورات الجديدة والمستجدات التربوية إذ يوجدون خارج السياق ويحكمهم نظام فكر يختلف عن نظام الجماعة التي يرأسونها.
3- انفراد بعض المدراء بالسلطة واستبدادهم بالقرار.
4- غياب نصوص تشريعية واضحة وذات رؤية شمولية وتكوينية ودينامية لمهام رئيس المؤسسة.
5- ضعف إلمام المدراء بالمجال المعلوماتي التقني.
ولأجل التغلب على هذا الضعف في الادارة التربوية يجب إعادة النظر في شروط الترشح لمنصب مدير من جهة وتمتيع رؤساء المؤسسات بالتكوين الأساس والفعال في مجال الادارة التربوية من جهة ثانية، دون إغفال تصميم سلك خاص بالتكوين الأساس لمديري المؤسسات ومسيريها، وذلك بهدف الوصول الى المواصفات التي حددها الميثاق الوطني للتربية والتكوين وسنوجزها فيما يلي:
1- أن يكون المدير قادرا على استشراف المستقبل ولعب دور القائد.
2- أن يكون قادرا على التسيير القائم على أهداف محددة واستراتيجية واضحة ويتجاوز التسيير التلقائي والقائم على مجرد تنفيذ المذكرات.
3- أن يكون قادرا على توجيه وتأطير مختلف الفاعلين داخل المؤسسة عارفا بجميع آليات وتقنيات وطرائق تدبير الموارد البشرية.
4- أن يكون قادرا على تحفيز مجموعة العمل للانخراط في مشاريع تشاركية تجديدية وخلاقة.
5- أن يكون قادرا على التواصل الفعال والحوار البناء والتنسيق الجيد.
6- أن يكون قادرا على إيجاد الشركاء الجيدين للمؤسسة.
7- أن يكون قادرا على التدبير المحاسباتي والمالي.
وبالتالي فالمدير لا يجب أن يكون مجرد شخص يسهر على تنفيذ البرامج والمناهج بل أن يكون عنصرا فاعلا في المنظومة التربوية وله القدرة على تدبير شؤون جماعته التي غالبا ما تتكون من عناصر وأفراد غير متجانسين لهم ميولات وتوجهات مختلفة، ولن يتحقق هذا إلا باكتسابه لتقنيات التواصل الحديثة.
المرجع: كتاب الدكتور العربي اسليماني (المعين في التربية)
مسؤولية الإدارة التربوية في فشل التعليم |
كانت الادارة التربوية ولاتزال تعيش وضعية مترهلة وتعاني أزمات خانقة طالت مقوماتها الداخلية والخارجية، ومن تمظهرات هذه الأزمة نذكر بعض العناصر:
1- إسناد المناصب الادارية الى غير أهلها، فإلى يومنا هذا مازالت بعض النيابات تكلف بعض المدرسين بإدارة المؤسسات التعليمية، وطبعا ستغيب عنهم المعارف اللازمة والكفايات الضرورية والتكوين المتين لشغل هذا المنصب.
2- ضعف إلمام المدراء بالتطورات الجديدة والمستجدات التربوية إذ يوجدون خارج السياق ويحكمهم نظام فكر يختلف عن نظام الجماعة التي يرأسونها.
3- انفراد بعض المدراء بالسلطة واستبدادهم بالقرار.
4- غياب نصوص تشريعية واضحة وذات رؤية شمولية وتكوينية ودينامية لمهام رئيس المؤسسة.
5- ضعف إلمام المدراء بالمجال المعلوماتي التقني.
ولأجل التغلب على هذا الضعف في الادارة التربوية يجب إعادة النظر في شروط الترشح لمنصب مدير من جهة وتمتيع رؤساء المؤسسات بالتكوين الأساس والفعال في مجال الادارة التربوية من جهة ثانية، دون إغفال تصميم سلك خاص بالتكوين الأساس لمديري المؤسسات ومسيريها، وذلك بهدف الوصول الى المواصفات التي حددها الميثاق الوطني للتربية والتكوين وسنوجزها فيما يلي:
1- أن يكون المدير قادرا على استشراف المستقبل ولعب دور القائد.
2- أن يكون قادرا على التسيير القائم على أهداف محددة واستراتيجية واضحة ويتجاوز التسيير التلقائي والقائم على مجرد تنفيذ المذكرات.
3- أن يكون قادرا على توجيه وتأطير مختلف الفاعلين داخل المؤسسة عارفا بجميع آليات وتقنيات وطرائق تدبير الموارد البشرية.
4- أن يكون قادرا على تحفيز مجموعة العمل للانخراط في مشاريع تشاركية تجديدية وخلاقة.
5- أن يكون قادرا على التواصل الفعال والحوار البناء والتنسيق الجيد.
6- أن يكون قادرا على إيجاد الشركاء الجيدين للمؤسسة.
7- أن يكون قادرا على التدبير المحاسباتي والمالي.
وبالتالي فالمدير لا يجب أن يكون مجرد شخص يسهر على تنفيذ البرامج والمناهج بل أن يكون عنصرا فاعلا في المنظومة التربوية وله القدرة على تدبير شؤون جماعته التي غالبا ما تتكون من عناصر وأفراد غير متجانسين لهم ميولات وتوجهات مختلفة، ولن يتحقق هذا إلا باكتسابه لتقنيات التواصل الحديثة.
المرجع: كتاب الدكتور العربي اسليماني (المعين في التربية)
إرسال تعليق