أطلق على سكان المغرب الأصليين إسم الأمازيغ وذلك قبل 5000 سنة من الميلاد، والمغرب كان المنطقة الممتدة من غرب مصر الى المحيط الأطلسي. لم تصل أي آثار حقيقية على المجتمع الأمازيغي إلا ما استقاه المؤرخون من الواقع كطبيعة التنظيم القبائلي ورموز زعم أنها للأمازيغ، ولكن إذا تتبعنا خطى التاريخ التي قدمت لنا وجدنا فيها ثغرات وحقب ناقصة وغير مكتملة مما يجعلنا نشك هل فعلا حضارة الأمازيغ هي حضارة أصلية كائنة الوجود أم أنها حضارة دول أخرى ألصقت بمجموعة بشرية؟
الحضارة الأمازيغية بين الحقيقة والأسطورة |
منذ 3000 سنة قبل الميلاد ظهرت فينيقيا في الجهة المقابلة للمغرب من الحوض المتوسطي، أغاروا على شمال إفريقيا عن طريق التقتيل والحروب واستولوا على المناطق الساحلية منها، وتبعا لكرونولوجيا الحكم حسب التاريخ فلم يسلم السكان آنذاك من التقتيل والتعذيب الى حد الإبادة، فمن الطبيعي أن يتجه السكان الى المناطق الداخلية هربا وحماية لأنفسهم. بعد حوالي 400 سنة من استيلاء فينيقيا على الأراضي تأسست قرطاجة وأصبح سكان فينيقيا يدعون بالقرطاجيين. كانت الحضارة القرطاجية شاسعة فتأسست مدينة لكسوس على سواحل المغرب الأطلسية وخلفوا لقى تاريخية كالزرابي المنقوشة والأواني والحلي وكتابة تيفناغ، إذن أين الحضارة الأمازيغية؟ وكل المظاهر تابعة للقرطاجيين، أين وجودهم وكيف طمس؟
لم يدم الأمر طويلا فسرعان ما سقطت قرطاجة في أيدي الرومان الذين خلفوا بدورهم حضارة في مدينة وليلي المغربية كقوس النصر والمعبد. كانت سياسة الرومان حسب التاريخ تعسفية في حق السكان الأصليين الذين لحد الآن هم القرطاجيون، ومع هذا القطار التاريخي لم تظهر بعد آثار مباشرة ترتبط بالوجود الأمازيغي. وبلاد النوميديين في تلك الحقبة والموريين كانت نتيجة اختلاط بين القرطاجيين والفينيقيين، وأن جوبا الذي زعموا أنه ملك أمازيغي رباه الرومان وحكم حكما رومانيا بتقاليد رومانية أمر غريب.
إذن فلم يبق هناك أمازيغ ذووا عرق صاف مما يجعلنا نطرح السؤال: بأي حق يزعم أمازيغ الألفية الحالية أنهم ذو عرق صاف وليسوا عربا مع أن بداية التاريخ كانت بمجيء الرومان والعرب، وكيف يمكننا إبادة دول موثقة تاريخيا ونسبها الى الأمازيغ.
الحضارة الأمازيغية |
إرسال تعليق