التخاطر والإدراك الفائق للحس أسلحة سرية في يد المخابرات الدولية
يتضمن (الإدراك الفائق للحس) قراءة أفكار الناس والتحاور بين شخصين
بواسطة العقل فقط مهما كانت المسافة بينهما، وهو ما يطلق اسم (التخاطر) ولا
يوجد الآن تفسير واضح لتلك الظاهرة التي تم اكتشافها منذ زمن بعيد وراح
العلماء يدرسونها منذ أكثر من قرن من الزمان، إذ يعتبر عام 1862م هو المولد
الحقيقي لهذه الظاهرة حين أعلن العالم "مايرز" بعد دراسات وأبحاث طويلة
أثارت ضجة هائلة وأدت إلى ظهور العديد من الأبحاث والتجارب الأخرى على يد
علماء آخرين في السنوات التالية، بل وجرت تجربة شهيرة جدا في هذا المجال
عام 1959م عندما أمضت الغواصة النووية "نوتوليوس 16" في أعماق المحيط
الأطلسي يوما كاملا حاملة أحد العلماء وشخصا يمتلك قدرة التخاطر عن بعد، حيث
طلب منه إرسال صورة دهنية لشخص آخر على بعد ألف ميل، وقد نجحت هذه التجربة
نجاحا باهرا.
التخاطر والإدراك |
وهناك أيضا التجربة التي أجريت عام 1966 م في موسكو حيث تم وضع "نيكولاي" وهو من أصحاب القدرات العقلية الخارقة في حجرة خاصة من الرصاص، ورسموا أمامه مجموعة عشوائية من الرسومات والكلمات التي لا تحمل أي معنى معين، وطلبوا منه أن ينقل هذه الأفكار إلى شخص آخر يدعى "كاتشيسكي" والذي كان موجودا في حجرة مماثلة في مدينة لينكراد، والعجيب في الأمر أن "نيكولاي" نجح تماما في نقل جميع المعلومات بواسطة عقله إلى عقل "كاتشيسكي " وعلى مرأى العديد من العلماء والمختصين.
وإبان الحرب الباردة، استطاع الاتحاد السوفيتي متمثلا بجهاز المخابرات KGB أن يكون فريقا كاملا من أصحاب القدرات العقلية الفائقة للتجسس على الولايات المتحدة، وقد تناولت الصحافة ووسائل الإعلام أمر هذا الفريق بعد أن انتهت الحرب الباردة وكشفت الأوراق.
وفي تاريخنا الإسلامي هناك حادثة شهيرة تؤكد هذه الظاهرة العجيبة، كان سارية بن زنيم الدؤلي الكناني أحد قادة جيوش المسلمين في فتوحات بلاد الفرس سنة 645 م/23هـ، وبينما كان يقاتل المشركين على أبواب نهاوند في بلاد الفرس تكاثر عليه الأعداء.
وفي نفس اليوم، كان أمير المؤمنيين عمر بن الخطاب يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة، فإذا بعمر (رضي الله عنه) ينادي بأعلى صوته أثناء خطبته: "يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم".
وبعد انتهاء الخطبة تقدم الناس نحو عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسألوه عن هذا الكلام فقال:
"والله ماألقيت له بالاً، شيءٌ أتى على لساني."
ثم قالوا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان حاضراً:
"ما هذا الذي يقوله أمير المؤمنين؟ وأين سارية منّا الآن؟"
فقال: "ويحكم! دعوا عمر فإنه ما دخل في أمر إلا خرج منه".
ثم ما لبث أن تبينت القصة فيما بعد، فقد قدم سارية على عمر في المدينة فقال:
"يا أمير المؤمنين، تكاثر العدو على جنود المسلمين وأصبحنا في خطر عظيم، فسمعت صوتاً ينادي: "يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم". عندئذ التجأت بأصحابي إلى سفح جبل واتخذت ذروته درءاً لنا يحمي مؤخرة الجيش، وواجهنا الفرس من جهة واحدة، فما كانت إلا ساعة حتى فتح الله علينا وانتصرنا عليهم".
ولا يجد العلماء أي تفسير لـ (الإدراك الفائق للحس) سوى نظرية كهرومغناطيسية المخ، والتي تفترض انطلاق إشارات كهرومغناطيسية خاصة من المخ تحت ظروف مجهولة ليستقبلها مخ آخر، إلا أن هذا لا يفسر كل الحوادث الآخرى كمعرفة الماضي الخاص بشيء بمجرد لمسه.
وعلى الرغم من كل الحوادث والتجارب التي ذكرناها، إلا أن العلم لم يعترف بصورة قطعية حتى الآن بتلك القدرات العقلية، فالقضية لا زالت قيد الدراسة.
المصادر المعتمدة
كتاب الظواهر الخارقة
كتاب وثائق سرية للغاية
موسوعة ويكيبيديا
إرسال تعليق