ما سبب عدم تحقيق القلائل منا لكل قدراتهم التي ولدوا بها؟ يقول عالم النفس الأمريكي" ماسلو" إن
من أسباب ذلك ما أطلق عليه "عقدة جوناه" هذا الأخير كان تاجرا يخشى خوض
المغامرات .وهذه العقدة هي خوف المرء من تحقيق عظمته ,أو تجنب هدف حياته
الحقيقي .وقد لاحظ "ماسلو" أن الإنسان يخاف من أفضل قدراته ,ربما بدا
من المخيف لنا أن تكون لحياتنا رسالة ,لذلك نقرر العمل في وظائف بسيطة
لمجرد كسب العيش .وتنتابنا جميعا لحظات مثالية نشعر فيها بومضة مفاجئة بما
نستطيع فعله ,وعندئذ نعرف أننا عظماء ,ومع ذلك فإننا ننتفض بسرعة من الضعف
والرعب أمام هذه الاحتمالات.
كان "ماسلو" يحب أن يسأل تلاميذه ,أي منكم
ينوي أن يكون رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ؟ أو أي منكم يحب أن يصبح
كالإسكندر المقدوني ؟وإذا بدا عليهم الخجل أو الارتباك كان يسأل أحدهم ,إن
لم تكن أنت فمن سيكون في رأيك؟ لقد كان هؤلاء الطلبة يدرسون ليصبحوا علماء
نفس ,ولكن ماسلو كان يوضح لهم أنه لا جدوى من أن يكونوا علماء نفس متوسطي
القيمة .وكان يقول لهم إن بذل أقصى ما يستطيعون بذله ليكونوا أكفاء فقط
وصفة مؤكدة لتعاسة كبيرة في حياتهم ,لأنهم بذلك يهربون من قدراتهم
وإمكاناتهم .ويتذكر ماسلو فكرة "نيتشه" عن قانون التكرار الأبدي ,أي أن
الحياة التي نحياها لا بد أن نحياها مرة بعد أخرى إلى الأبد .
يتجنب بعض الناس أن يكونوا عظماء لخوفهم من أن يعتبرهم الناس متكبرين ,أوكثيري الطلبات أو أن يكونوا محل سخريتهم,ومع ذلك فليس هذا إلا عذرا لعدم المحاولة .إننا بذلك نلجأ إلى التواضع المثير للسخرية الذي نضع فيه لأنفسنا أهدافا بسيطة .إن احتمال التميز يثير خوفا هائلا لدى غير المتميزين وعقدة "جوناه" في أحد أجزائها خوف من فقدان السيطرة ,واحتمال التغير الكامل عن الشخصية التي كناها .
ويقترح "ماسلو" أننا نحتاج لاحداث توازن بين آمالنا العظيمة والواقعية ,فمعظم الناس يبالغون في أحد هذين الأمرين على حساب الآخر .وإذا درسنا الناجحين والعظماء فسنجد أن لديهم مزيجا من الإثنين ,حيث يتطلعون لآمال عظام ومع ذلك يتصفون بالواقعية.
ولأنه عالم نفس أكاديمي ,فقد اندهش عندما طرقت الشركات الكبرى بابه في الستينيات من القرن الماضي ,حيث كان التنافس على أشده لتحسين المنتجات ,لقد كان مديرو الشركات يدركون أن العاملين الذين يتميزون بالحس الإبداعي وتحقيق الذات سيشكلون بيئة أكثر إنتاجية .وقد كتب ماسلو عن "الحالة الجيدة " وهي فكرة تخيلية تشبه جمهورية أفلاطون ,ومفادها ما نوع الثقافة التي سينتجها 1000 شخص ممن حققوا ذواتهم يعيشون على جزيرة منعزلة لا يقاطعهم فيها أحد ,ولأن هذه الرؤية خيالية حالمة ,فقد كان الحل الواقعي الذي قدمه لتحقيق هذه الحالة هو تحقيق الصحة النفسية ,وتوظيف كل القدرات لدى كل العاملين بالمؤسسات.
ابراهام ماسلو كتاب الأبعاد القصوى للطبيعة البشرية
عقدة جوناه وحدود القدرة البشرية |
يتجنب بعض الناس أن يكونوا عظماء لخوفهم من أن يعتبرهم الناس متكبرين ,أوكثيري الطلبات أو أن يكونوا محل سخريتهم,ومع ذلك فليس هذا إلا عذرا لعدم المحاولة .إننا بذلك نلجأ إلى التواضع المثير للسخرية الذي نضع فيه لأنفسنا أهدافا بسيطة .إن احتمال التميز يثير خوفا هائلا لدى غير المتميزين وعقدة "جوناه" في أحد أجزائها خوف من فقدان السيطرة ,واحتمال التغير الكامل عن الشخصية التي كناها .
ويقترح "ماسلو" أننا نحتاج لاحداث توازن بين آمالنا العظيمة والواقعية ,فمعظم الناس يبالغون في أحد هذين الأمرين على حساب الآخر .وإذا درسنا الناجحين والعظماء فسنجد أن لديهم مزيجا من الإثنين ,حيث يتطلعون لآمال عظام ومع ذلك يتصفون بالواقعية.
ولأنه عالم نفس أكاديمي ,فقد اندهش عندما طرقت الشركات الكبرى بابه في الستينيات من القرن الماضي ,حيث كان التنافس على أشده لتحسين المنتجات ,لقد كان مديرو الشركات يدركون أن العاملين الذين يتميزون بالحس الإبداعي وتحقيق الذات سيشكلون بيئة أكثر إنتاجية .وقد كتب ماسلو عن "الحالة الجيدة " وهي فكرة تخيلية تشبه جمهورية أفلاطون ,ومفادها ما نوع الثقافة التي سينتجها 1000 شخص ممن حققوا ذواتهم يعيشون على جزيرة منعزلة لا يقاطعهم فيها أحد ,ولأن هذه الرؤية خيالية حالمة ,فقد كان الحل الواقعي الذي قدمه لتحقيق هذه الحالة هو تحقيق الصحة النفسية ,وتوظيف كل القدرات لدى كل العاملين بالمؤسسات.
ابراهام ماسلو كتاب الأبعاد القصوى للطبيعة البشرية
إرسال تعليق