زوارنا الأفاضل سلام الله عليكم.
بعد أن تعرضنا لقضية التوحيد في موضوع أسئلة محرجة في العقيدة نأتي اليوم للحديث عن أخطاء شائعة عند بعض الناس اليوم، أولاً: خطأ في مفهوم مدلول لا إله إلا الله، فإن كثيراً من الناس يفهمُ من لا إله إلا الله أنَّها كلمة يقولها بلسانه، وينسى أن هذه الكلمة تقتضي منه أموراً غير النطق بها ومن أعظم هذه الأمور التي تقتضيها كلمة التوحيد، ركناها: النفي والإثبات. النفي: بأن ينفى الإنسان أي نوع من أنواع العبادة لغير الله تبارك وتعالى.
والإثبات: أن يصرف جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له. ومدلول هذا إخلاص
الدين لله، والكفر بالطاغوت، ولذا يقول الله – سبحانه وتعالى – في كتابه العزيز:
والخطأ الشائع عند بعض الناس اليوم، هو ظنهم أن لا إله إلا الله مقتضاها عبادة الله فقط، نقول: نعم. هذا هو مقتضاها وركنها الأول، ولكن لها مقتضى آخر وركناً لا بد منه، ألا وهو الكفر بالطاغوت، فلا بد من البراءة من الشرك والكفر بالطواغيت جميعاً، وهذه هي ملة إبراهيم الخليل – عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم:
الوجه الأول:
موالاة الكفار، وهذه الصفة مناقضة لمفهوم الولاء والبراء في الإسلام؛ لأن هؤلاء الكفار مهما تعددت ديانتهم سواءً كانوا وثنيين، أو كتابيين، فهم أعداءٌ لنا، والله سبحانه وتعالى يقول:
وهناك صور شائعة لأنواع من موالاة الكفار ومنها:
1- التعلق بهم ومحبتهم، خاصة مع كثرة الاختلاط بهم في بلادهم، أو في بلاد المسلمين في العمل ونحوه.
2- السفر إلى بلاد الكفار لغير حاجة أو ضرورة، وربما البقاء في بلادهم أزمنة طويلة.
3- التعلق ببعض الكفار لغرضٍ معين كلاعب كرة أو ممثل ونحوه.
4- الثناء على الكفار وتلميع أحوالهم ونظمهم وقوانينهم بما يؤدي إلى احتقار المسلمين وشريعتهم.
الوجه الثاني:
من الخلط في الولاء والبراء وهو استبدال الولاء للقبيلة أو للبلد، وهذا أيضاً خطأ شائع فإن بعض الناس يوالي الآخرين من أجل أنه من القبيلة الفلانية، أو لأجل أنه من البلد الفلاني، ثم بعد ذلك لا يزن علاقته بالناس بميزان الإسلام القائم على ميزان الولاء والبراء، والحب في الله والبغض في الله. فمثلاً نجد الواحد من هؤلاء يأتي وأمامه شخصان أحدهما فاسق ضالّ مضل، والآخر مطيع عابد لله سبحانه وتعالى، فتجده يوالي الأول لأنه من قبيلته ويتعصب له أحياناً؛ لأنه من بلده، ويعادي الثاني؛ لأنه ليس من قبيلته، أو لأنه ليس من بلده، وهذا مدخل خطير جداً على الإيمان، لأن الإنسان إذا كان ميزانه ميزان الجاهلية، والقبيلة، والوطن، والمصلحة الشخصية والمال، فإنه يكون على خطر عظيم في عقيدته، الواجب أن يكون ميزان قلبك ولسانك وأعمالك الحب في الله والبغض في الله.
إذاً فالرجل التقي هو أخي في الله وأحبه في الله، ولو كان أبعد بعيد، والفاجر أو الكافر، أو الفاسق أبغضه بغضاً تاماً إن كان كافراَ، وأبغضه على قدر معصيته إن كان فاسقاً، ولون كان أقرب الناس إلىّ، هذا هو ميزان التوحيد.
الوجه الثالث:
استقدام الكفار إلى جزيرة العرب لغير ضرورة، بل إن بعض الناس – من أصحاب الشركات وغيرهم – قد يفضل الكفار على المسلمين، وربما وصف الكفار بالأمانة وأثنى عليهم، وسب المسلمين وتنقصهم، وهذا خطأ جسيم، وصاحبه قد ارتكب ذنباً عظيماً، وهو على خطر في دينه، فليتق الله وليتب من ذنبه.
ثالثاً: ومن الأخطاء العامة: خطأ في مفهوم العبادة بحيث إن بعض الناس ظن أن مفهوم العبادة قاصرٌ على أصول العبادة المعروفة من الصلاة والصيام والزكاة والحج، ونسي أن العبادة تشمل كل شُعَب الإيمان ومسائل الإيمان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:
إننا نشاهد بعض الناس يأتي ويقول: شأنك والمسجد، أي: إلزم الصلاة في المسجد ودع عنك الناس، هل هذا هو الإسلام؟ وهل هذا هو مفهوم العبادة التي تقوم أسسها على طاعة الله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لا، بل هذا نوعٌ جديد من العلمنة في مفهوم العبادة، يريدُ أن يحصر العبادة في أنواعٍ خاصة منها، وهذا خطأ يجبُ الانتباه له.
وبعضهم جعل العبادة في القلب فقط، وأنها علاقةٌ بين العبد وربه، ولا شأن لها ببقية شؤون الحياة، وهذا منتشر بين العلمانيين والملاحدة القائلين بأن الدين لا شأن له في الحياة.
فبعض الناس إذا رأى المتمسك بدينه، المحافظُ على السنة قال له: لا تشدد وكن وسطاً، وهذا أيضاً من المفاهيم الخاطئة؛ لأن معنى ذلك أنك تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أنت بسنتك متشدد، لما ذا لم تكن وسطاً يا أبا بكر أويا عمر أو يا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المتّبعين لسنته؟ لا تشددوا وكونوا وسطاً، وهنا لا بد من أن تقال كلمةٌ في هذا الأمر.
أولاً: أن التمسكَ بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كاملة هو الحق وهو الوسط، لأن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيها غلواً ولا تقصير.
ثانياً: إن الوسط ورد في القرآن في قوله تعالى:
فمثلاً: في باب محبةِ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم وسط بين الروافض والنواصب، وأيضاً في باب الإيمان ومسائل الأحكام هم وسط بين الوعيدية والمرجئة، بين المتشددين منهم الغالين والمفرطين المقصرين، وهم وسط في باب القدر بين القدرية والجبرية. وهكذا فهم وسط بين الطوائف جميعاً.
ثالثاً: أما ما يرد عند عامة الناس ونحوهم من قولهم: كن وسطاً في دينك، فهذا فيه تفصيل، فإن قُصد به ترك السنن وترك التزامها في العبادات والمعاملات واللباس غيرها، فلا شك أن هذا باطل؛ لأن الحق إنما هو الالتزام بالسنة.
أما إن وجّه إلى من غلا في ا لسنة وجاوز الحد فيها أو قّصر، وقيل له: كن وسطاً، فهذا صحيح، لكن له أمثلة خاصة، مثل ذلك الذي كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " أنا لا أتزوج النساء "(1) نقول له : تزوج، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج فكن وسطاً، ومثل ذلك الذي قال: ( أقوم الليل كله ولا أنام أبداً ) نقول له: كن وسطاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهؤلاء وأمثالهم: (( أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي، وأرقد، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني)).
ويقابل هؤلاء أولئك الذين يتركون جميع النوافل، نوافل الصلاة والصيام والزكاة والأذكار، ويؤدي ذلك إلى تقصيرهم في الفرائض وغيرها، هذا أيضاً مقصّر. فالأول قد غالي في جانب، والثاني قد فرّط وأهمل وقصّر، والوسط هو الصحيح.
بعد أن تعرضنا لقضية التوحيد في موضوع أسئلة محرجة في العقيدة نأتي اليوم للحديث عن أخطاء شائعة عند بعض الناس اليوم، أولاً: خطأ في مفهوم مدلول لا إله إلا الله، فإن كثيراً من الناس يفهمُ من لا إله إلا الله أنَّها كلمة يقولها بلسانه، وينسى أن هذه الكلمة تقتضي منه أموراً غير النطق بها ومن أعظم هذه الأمور التي تقتضيها كلمة التوحيد، ركناها: النفي والإثبات. النفي: بأن ينفى الإنسان أي نوع من أنواع العبادة لغير الله تبارك وتعالى.
أخطاء شائعة في العقيدة |
(( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)) (النحل: من الآية36)ومن مقتضياتها: إفراد الله تعالى بالطاعة والخضوع لأوامره ونواهيه.
والخطأ الشائع عند بعض الناس اليوم، هو ظنهم أن لا إله إلا الله مقتضاها عبادة الله فقط، نقول: نعم. هذا هو مقتضاها وركنها الأول، ولكن لها مقتضى آخر وركناً لا بد منه، ألا وهو الكفر بالطاغوت، فلا بد من البراءة من الشرك والكفر بالطواغيت جميعاً، وهذه هي ملة إبراهيم الخليل – عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم:
(( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)) (الممتحنة: من الآية4)ثانياً: ومن الأخطاء في القضايا العامة: خلط في مفهوم الولاء والبراء، فإن الناس إذا فتشت في أحوالهم وجدتهم خلطوا في هذا الأصل قولاً وفعلاً من عدة وجوه أبرزها ثلاث وجوه:
الوجه الأول:
موالاة الكفار، وهذه الصفة مناقضة لمفهوم الولاء والبراء في الإسلام؛ لأن هؤلاء الكفار مهما تعددت ديانتهم سواءً كانوا وثنيين، أو كتابيين، فهم أعداءٌ لنا، والله سبحانه وتعالى يقول:
(( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً)) (النساء: من الآية122)فموالاة الكفار بأي نوع من أنواع الموالاة مناف لذلك الأصل، وهو الولاء والبرء على تفصيل يذكره العلماء بين ما هو مكفر وما ليس بمكفر، والولاء يكون للمؤمنين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها، والبراءة من الكفار جميعاً كذلك.
((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)) (البقرة: من الآية120)
وهناك صور شائعة لأنواع من موالاة الكفار ومنها:
1- التعلق بهم ومحبتهم، خاصة مع كثرة الاختلاط بهم في بلادهم، أو في بلاد المسلمين في العمل ونحوه.
2- السفر إلى بلاد الكفار لغير حاجة أو ضرورة، وربما البقاء في بلادهم أزمنة طويلة.
3- التعلق ببعض الكفار لغرضٍ معين كلاعب كرة أو ممثل ونحوه.
4- الثناء على الكفار وتلميع أحوالهم ونظمهم وقوانينهم بما يؤدي إلى احتقار المسلمين وشريعتهم.
الوجه الثاني:
من الخلط في الولاء والبراء وهو استبدال الولاء للقبيلة أو للبلد، وهذا أيضاً خطأ شائع فإن بعض الناس يوالي الآخرين من أجل أنه من القبيلة الفلانية، أو لأجل أنه من البلد الفلاني، ثم بعد ذلك لا يزن علاقته بالناس بميزان الإسلام القائم على ميزان الولاء والبراء، والحب في الله والبغض في الله. فمثلاً نجد الواحد من هؤلاء يأتي وأمامه شخصان أحدهما فاسق ضالّ مضل، والآخر مطيع عابد لله سبحانه وتعالى، فتجده يوالي الأول لأنه من قبيلته ويتعصب له أحياناً؛ لأنه من بلده، ويعادي الثاني؛ لأنه ليس من قبيلته، أو لأنه ليس من بلده، وهذا مدخل خطير جداً على الإيمان، لأن الإنسان إذا كان ميزانه ميزان الجاهلية، والقبيلة، والوطن، والمصلحة الشخصية والمال، فإنه يكون على خطر عظيم في عقيدته، الواجب أن يكون ميزان قلبك ولسانك وأعمالك الحب في الله والبغض في الله.
إذاً فالرجل التقي هو أخي في الله وأحبه في الله، ولو كان أبعد بعيد، والفاجر أو الكافر، أو الفاسق أبغضه بغضاً تاماً إن كان كافراَ، وأبغضه على قدر معصيته إن كان فاسقاً، ولون كان أقرب الناس إلىّ، هذا هو ميزان التوحيد.
الوجه الثالث:
استقدام الكفار إلى جزيرة العرب لغير ضرورة، بل إن بعض الناس – من أصحاب الشركات وغيرهم – قد يفضل الكفار على المسلمين، وربما وصف الكفار بالأمانة وأثنى عليهم، وسب المسلمين وتنقصهم، وهذا خطأ جسيم، وصاحبه قد ارتكب ذنباً عظيماً، وهو على خطر في دينه، فليتق الله وليتب من ذنبه.
ثالثاً: ومن الأخطاء العامة: خطأ في مفهوم العبادة بحيث إن بعض الناس ظن أن مفهوم العبادة قاصرٌ على أصول العبادة المعروفة من الصلاة والصيام والزكاة والحج، ونسي أن العبادة تشمل كل شُعَب الإيمان ومسائل الإيمان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:
"الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان"(1)إذاً، العبادة تشمل أمور الحياة كلها من أولها إلى آخرها، علاقتك بالأسرة، بالجيران، وأمورك الاقتصادية والتعليمية، وغير ذلك من الشؤون الخاصة بالفرد كذلك علاقة المجتمع بغيره سواء كانت هذه العلاقات علاقات اقتصادية، أو عسكرية، أو علمية، كل ذلك داخلٌ في مفهوم الشرع، فمقتضاه أن ينهج فيه، وأن يسلك فيه، ما أمر الله به وأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إننا نشاهد بعض الناس يأتي ويقول: شأنك والمسجد، أي: إلزم الصلاة في المسجد ودع عنك الناس، هل هذا هو الإسلام؟ وهل هذا هو مفهوم العبادة التي تقوم أسسها على طاعة الله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لا، بل هذا نوعٌ جديد من العلمنة في مفهوم العبادة، يريدُ أن يحصر العبادة في أنواعٍ خاصة منها، وهذا خطأ يجبُ الانتباه له.
وبعضهم جعل العبادة في القلب فقط، وأنها علاقةٌ بين العبد وربه، ولا شأن لها ببقية شؤون الحياة، وهذا منتشر بين العلمانيين والملاحدة القائلين بأن الدين لا شأن له في الحياة.
فبعض الناس إذا رأى المتمسك بدينه، المحافظُ على السنة قال له: لا تشدد وكن وسطاً، وهذا أيضاً من المفاهيم الخاطئة؛ لأن معنى ذلك أنك تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أنت بسنتك متشدد، لما ذا لم تكن وسطاً يا أبا بكر أويا عمر أو يا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المتّبعين لسنته؟ لا تشددوا وكونوا وسطاً، وهنا لا بد من أن تقال كلمةٌ في هذا الأمر.
أولاً: أن التمسكَ بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كاملة هو الحق وهو الوسط، لأن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيها غلواً ولا تقصير.
ثانياً: إن الوسط ورد في القرآن في قوله تعالى:
(( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)) (البقرة: من الآية143)والمعنى: أن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم هم وسط بين الأمم كاليهود والنصارى وغيرهم، كما ورد الوسط أيضاً في منهاج أئمة السنة والجماعة، وذلك حينما يقولون أهل السنة وسطٌ بين الطوائف المنحرفة، والمبتدعة.
فمثلاً: في باب محبةِ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم وسط بين الروافض والنواصب، وأيضاً في باب الإيمان ومسائل الأحكام هم وسط بين الوعيدية والمرجئة، بين المتشددين منهم الغالين والمفرطين المقصرين، وهم وسط في باب القدر بين القدرية والجبرية. وهكذا فهم وسط بين الطوائف جميعاً.
ثالثاً: أما ما يرد عند عامة الناس ونحوهم من قولهم: كن وسطاً في دينك، فهذا فيه تفصيل، فإن قُصد به ترك السنن وترك التزامها في العبادات والمعاملات واللباس غيرها، فلا شك أن هذا باطل؛ لأن الحق إنما هو الالتزام بالسنة.
أما إن وجّه إلى من غلا في ا لسنة وجاوز الحد فيها أو قّصر، وقيل له: كن وسطاً، فهذا صحيح، لكن له أمثلة خاصة، مثل ذلك الذي كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " أنا لا أتزوج النساء "(1) نقول له : تزوج، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج فكن وسطاً، ومثل ذلك الذي قال: ( أقوم الليل كله ولا أنام أبداً ) نقول له: كن وسطاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهؤلاء وأمثالهم: (( أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي، وأرقد، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني)).
ويقابل هؤلاء أولئك الذين يتركون جميع النوافل، نوافل الصلاة والصيام والزكاة والأذكار، ويؤدي ذلك إلى تقصيرهم في الفرائض وغيرها، هذا أيضاً مقصّر. فالأول قد غالي في جانب، والثاني قد فرّط وأهمل وقصّر، والوسط هو الصحيح.
الكتاب: أخطاء في العقيدة
إرسال تعليق