بين النفس والشيطان
سنبدأ موضوعنا هذا بسؤال: ما مصدر هذا الصوت النابي الجهول الذي يزل الإنسان؟
والجواب أن له مصدرين اثنين:
أولهما نفس الإنسان أو الأهاب الترابي الذي غلفت به.
والمصدر الثاني من كائن آخر خاصم الإنسان من النشأة الأولى، هو الشيطان الذي آلى على نفسه استدامة هذا الخصام الى يوم النشور.
بين النفس والشيطان |
الضعف النفسي أولا، ثم وساوس الشيطان ثانيا، ولا عبرة بما يتعلل به المخطئون من أن الشيطان هو السبب الأول والأخير.
إن الشيطان محطة إرسال يذيع منها فنون الإغراء والإغواء، والإنسان هو الذي يهيء اقطار نفسه لاستقبال هذه الإذاعات والتجاوب معها، وأنت الذي تتخير ما تسمع من محطات الراديو المختلفة، ولو شئت أغلقت للفور ما تعاف سماعه، أو ابتعدت عنه حتى لا يصل صداه الى سمعك، أو قاومته بمشاعر النفور والمقت حتى لا يستولي عليك.
إن سلاح الشيطان مغلول والنجاة منه ميسورة وعندما يقع البعض في قبضته فلا حماية، لأن القانون لا يحمي المغفلين.
ومن ثم فالجهد الحقيقي في النصح والتربية يتجه الى الإنسان أولا وأخيرا ليوقظ فيه أسباب الحذر، ويسد الثغرات التي يمكن أن يتسلل منها الشيطان بوساوسه الماكرة.
إن الشيطان لا يتوقف عن محاولة جعلك تقدم على السوء وفعله بكل برودة دم ودون أدنى تأنيب ضمير، بل ويزين لك فعل الشر وتجنب الخير والابتعاد عنه، وهذا ما نسميه بوسوسة الشيطان لعنه الله، فهو يكون حاضرا معك في كل وقت وفي كل مكان.
وسبيلك للتخلص من وسوسة الشيطان هو تسلحك بالعلم والمعرفة لتتمكن من تقدير الخير وتبخيس الشر، والإلمام بتعاليم دينك الذي يقوي إيمانك، والاطلاع على سنة نبيك التي تغرس فيك حب الاسلام، وعندما تجتمع كل هذه الأمور في شخصية الإنسان فإنه من المستحيل أن يستطيع الشيطان اختراق تفكيرك وسحب إرادتك.
إرسال تعليق