نجدد ترحيبنا بمتابعي مدونة محيط المعرفة.
كما تابعتم معنا في قسم تربويات فقد تطرقنا في موضوع سابق الى الألعاب التربوية ودورها في تكوين الشخصية واليوم سنتطرق الى موضوع التفاعل بين التلميذ والمدرس وسنعالجه من عدة جوانب.
إننا نعاني من قصور شديد في معلوماتنا عن التفاعل بين التلميذ والمدرس وعن أثر سمات المدرس على البيئة التعليمية للتلاميذ.
إلا أنه وبالرغم من المحاولات المتعددة لتصنيف نتائج الدراسات في هذا الموضوع فإنه لا يمكن القول بأنه توجد نتائج محددة وحاسمة.
التفاعل بين التلميذ والمدرس |
ومن أشهر تصنيفات سلوك القائد في أندية الشباب وفي الفصل الدراسي ذلك التصنيف الذي وضعه ليبيت وهوايت. فالنظام التسلطي يخلقه المدرس الذي يجعل من نفسه محورا للعمل والنشاط والذي يصر على التعامل الرسمي وعلى أن يكون محورا لكل الاتصالات وعلى أن يكون مسيطرا وعلى أن يخلق المنافسة بين التلاميذ وعلى أن يوقع العقاب بنفسه، أما في النظام الديمقراطي فإن التأكيد يكون على دور الطالب أو التلميذ فهو محور العمل والنشاط وعلى ضرورة مشاركته في اتخاذ القرارات، وعلى أن تتسم العلاقات الإنسانية بالانفتاح وبالتعاون. أما في النظام الثالث والمسمى بالنظام الحر، فإن التلاميذ فيه يتمتعون بحرية مطلقة ولا يقدم المدرس فيه إلا النادر من التوجيه والإرشاد.
لقد لاحظنا آثار التنظيم الرسمي وغير الرسمي للفصل الدراسي على كم التعلم وكيفه ولكن من وجهة النظر المتعلقة بالنظام. فإنه من الصعب الوصول الى تعميمات بهذا الخصوص. ومن الواضح أن النظام الحر يؤدي إلى المزيد من المشكلات، فالتلميذ الذي لا يجد له قائدا يوجهه لا بد أن يبحث له عن قائد وعادة ما يكون قائدا غير عادي، كما يضع التلاميذ لأنفسهم معايير لأدائهم وسلوكهم مما يؤدي الى العديد من المشكلات النظامية المزعجة وقد وجد على وجه العموم أن غالبية التلاميذ يفضلون الجو الديمقراطي التغييري داخل الفصل، ولكن يتوقف نفع هذه الطرق وفائدتها على الأهداف التي نسعى لتحقيقها وعلى محتوى الدروس وعلى درجة صعوبة هذا المحتوى، وعلى معلومات التلاميذ السابقة، وعلى خط التفكير الذي يسعى المدرس الى تنميته لدى التلاميذ، كما يجب ملاحظة أن جو الفصل الممتع والثري بالمعلومات والأنشطة ذات الفائدة قد يثير عددا من المشكلات السلوكية للمدرسين، وتلك المشكلات صنعت من فئتين هما:
مشكلات الخلق ومشكلات الشخصية، وتتضمن مشكلات الخلق تلك المشكلات التي يبديها التلاميذ مثل العصيان وعدم الاستقرار والتخريب، أما مشكلات الشخصية فإنها تتضمن تلك المشكلات التي تتميز بالشعور بالدونية واختلال الاتزان الوجداني، بالرغم من وجود طرق متعددة لمعالجة هذه المشكلات ووجود أساليب متنوعة لتشخيص هذه المظاهر السلوكية والعوامل التي أسهمت في إحداثها، فإن علماء النفس لم يستطيعوا التوصل الى حلول عملية لها حتى الآن.
إرسال تعليق