يعتبرالفكر الموسوعي أهم ميزة تحلى بها علماء المسلمين في العصور الوسطى في الوقت الذي كانت تقبع فيه أروبا تحت وطأة الجهل وتسلط الكنيسة الكاتوليكية، ومن أبرز علماء هذه الحقبة نجد أبو عبد الرحمن بن أبي بكر بن خلدون (1332م - 1406م) صاحب المقدمة المشهورة في علم الاجتماع.
والذي يجهله الكثيرون أن هذا العالم الجليل كانت له أفكار سابقة لعصره في علم النفس والتربية والتعليم ونفسانية الشعوب واللغة والتي لم يلقى عليها الضوء إلا حديثا .فهو أول من أشار إلى أن الإنسان هو نتاج الوراثة والبيئة وبالتالي فهما يؤثران على نفسيته وطباعه وخلقه وسماته، فالأقاليم المعتدلة سكانها من البشر أعدل أجساما وألوانا وأخلاقا وتدينا ويضيف أن النبوءات اختصت بالأقاليم المعتدلة لأنهم أبعد عن الانحراف في عامة أحوالهم، ويشير إلى أن الترف والغنى الفاحش يفسد الصحة البدنية والنفسية وينحرف بالتفكير، أما الاعتدال في المعيشة ففيه إذكاء للعقول وخفة للأجسام.
كما تناول ابن خلدون مسائل علم النفس الغيبي أو الباراسيكولوجيا تناولا مفصلا حيث تحدث عن الرؤى والأحلام وتوارد الأفكاروالتأثير النفسي عن بعد ومذهبه فيها متقدم جدا، ويقول في موضوع الأحلام أن النفس في النوم تعود إلى مداركها، وتقتبس من الواقع بالمحاكاة فكلما كان الشخص معرضا للمشاكل كلما كانت صوره الحلمية مشوشة ومضطربة أما ذو النفس الصافية فأحلامه هادئة.
ويقول ابن خلدون عن العرافة والكهانة، بأنها من أعمال الإيحاء فالعراف يؤثر في المشاهدين فيعانون انحصار المدارك الحسية إلا نوعا واحدا وهو البصر حتى يبدو له أن الوهم هو المدرك المقصود ويضرب ابن خلدون مثلا للتشوف النفسي telepathy بحادثة عمر بن الخطاب مع سارية الجبل.
وابن خلدون من القائلين بنظرية الأطوار النفسية، وهي تقع للأفراد كما تقع للدول والمجتمعات، وفي كل مرحلة يكون للفرد كما للدولة خلق يميز هذا الطور، لأن الخلق تابع للمزاج والأحوال النفسية.
كما يتناول ابن خلدون أثر التدريب كما في نظريات التعلم الحديثة، فيقول إن كل صناعة يرجع منها إلى النفس أثرا يكسبها عقلا جديدا تستعد به لقبول صناعة جديدة مما يزيد في إدراك المعارف. قراءنا الأفاضل أظن أن الوقت قد حان لنفض الغبار عن عقولنا وقلوبنا لنتسلم من جديد مشعل الحضارة لنقود العالم من جديد كما فعل أسلافنا.
موسوعة مشاهير العالم للدكتور نبيل موسى
والذي يجهله الكثيرون أن هذا العالم الجليل كانت له أفكار سابقة لعصره في علم النفس والتربية والتعليم ونفسانية الشعوب واللغة والتي لم يلقى عليها الضوء إلا حديثا .فهو أول من أشار إلى أن الإنسان هو نتاج الوراثة والبيئة وبالتالي فهما يؤثران على نفسيته وطباعه وخلقه وسماته، فالأقاليم المعتدلة سكانها من البشر أعدل أجساما وألوانا وأخلاقا وتدينا ويضيف أن النبوءات اختصت بالأقاليم المعتدلة لأنهم أبعد عن الانحراف في عامة أحوالهم، ويشير إلى أن الترف والغنى الفاحش يفسد الصحة البدنية والنفسية وينحرف بالتفكير، أما الاعتدال في المعيشة ففيه إذكاء للعقول وخفة للأجسام.
كما تناول ابن خلدون مسائل علم النفس الغيبي أو الباراسيكولوجيا تناولا مفصلا حيث تحدث عن الرؤى والأحلام وتوارد الأفكاروالتأثير النفسي عن بعد ومذهبه فيها متقدم جدا، ويقول في موضوع الأحلام أن النفس في النوم تعود إلى مداركها، وتقتبس من الواقع بالمحاكاة فكلما كان الشخص معرضا للمشاكل كلما كانت صوره الحلمية مشوشة ومضطربة أما ذو النفس الصافية فأحلامه هادئة.
ويقول ابن خلدون عن العرافة والكهانة، بأنها من أعمال الإيحاء فالعراف يؤثر في المشاهدين فيعانون انحصار المدارك الحسية إلا نوعا واحدا وهو البصر حتى يبدو له أن الوهم هو المدرك المقصود ويضرب ابن خلدون مثلا للتشوف النفسي telepathy بحادثة عمر بن الخطاب مع سارية الجبل.
وابن خلدون من القائلين بنظرية الأطوار النفسية، وهي تقع للأفراد كما تقع للدول والمجتمعات، وفي كل مرحلة يكون للفرد كما للدولة خلق يميز هذا الطور، لأن الخلق تابع للمزاج والأحوال النفسية.
كما يتناول ابن خلدون أثر التدريب كما في نظريات التعلم الحديثة، فيقول إن كل صناعة يرجع منها إلى النفس أثرا يكسبها عقلا جديدا تستعد به لقبول صناعة جديدة مما يزيد في إدراك المعارف. قراءنا الأفاضل أظن أن الوقت قد حان لنفض الغبار عن عقولنا وقلوبنا لنتسلم من جديد مشعل الحضارة لنقود العالم من جديد كما فعل أسلافنا.
موسوعة مشاهير العالم للدكتور نبيل موسى
احلى موضوع البحث في تراثنا العربي الاسلامي
ردحذفنظريات علم النفس الغربية ملائمة لعاداتهم ودينهم يجب ان ننشءعلم نفس له علاقة بالشخصية المسلمة مع العلم ان الغربيين يضعون نظرية وبعد فترة يدحظونها
ردحذفإرسال تعليق