المجتمع العلمي يقف على قدم وساق بعد اقتراب الإعلان الرسمي عن رصد موجات الجاذبية، التي تحدث عنها ألبرت انشتاين في نسبيته، يوم 11 فبراير من الشهر الجاري، والمقصود بالجاذبية هو اهتزاز النسيج الزمكاني "vibration de l’espace-temps"
نمذجة الموجات الجاذبية بالحاسوب |
بعد أن رصد المختصون في الفيزياء الكونية اقتراب ثقبين أسودين من بعضهما البعض، الأول أكبر من شمسنا ب 29 مرة والثاني تقريبا ب 36 مرة بعيدة عنا بحوالي 1,3 مليار سنة ضوئية،في حركة تجاذبية عبارة عن رقصة كونية فريدة، قبل أن يدخلا في تصادم هائل سيحرر طاقة تعادل قوة100 مليون سوبير نوفاsupernova قادرة على خلخلة النسيج الزمكاني ومطه بطريقة تسمح بانتقال موجات الجاذبية عبر مسافات كونية هائلة ويقوم مرصد ماكس بلانك حاليا بجمع البيانات القادمة إلينا لنمدجتها على شاشة الحاسوب.
ستؤول جائزة نوبل لهذه السنة والتي ستقدم في شهر أكتوبر دون شك لعالم الكونيات كليفورد بورغيس Clifford Burgess، المنظر الفيزيائي من معهد المحيط للفيزياء النظرية بكندا، نظرا للمجهود الجبار الذي قام بها رفقة فريقه في رصد وتتبع الثقبين الأسودين.
هذه الموجات هي عبارة عن انتقال التشوهات أو انحناءات الفضاء بسرعات تقارب سرعة الضوء 30000 كيلومتر في الثانية الواحدة، وهي تشبه إلى حد كبير تلك الموجات التي نلحظها على صفحة الماء عند إلقاء حجر في بركة ماء، وهذه الموجات تسببها الكتل والكثافة الهائلة للأجرام السماوية وخصوصا الثقوب السوداء التي تحدثنا عنها في مواضيع سابقة والتي قد تصل كثافتها إلى مليون كيلوغرام في السنتمتر المكعب.
المجلة العلمية Sciences et Avenir
إرسال تعليق