نجدد الترحاب بقراء مدونة محيط المعرفة الأوفياء، قبل أيام نشرنا على صفحات المدونة موضوعا يتحدث عن قرب الإعلان الرسمي على رصد موجات الجاذبية التي تنبأ بها أينشتاين في نسبيته الخاصة لأول مرة في التاريخ.
إنه حدث غير عادي حيث لم يسبق رصد تقبين أسودين قريبين من بعضهما في حركة تجاذبية عنيفة تنتهي باصطدامهما واندماجهما في ثقب أسود واحد عملاق، وهذا لا يحدث إلا مرة واحدة كل عشر مليون سنة في مجرة مثل مجرتنا، لذا يعتبر هذا الحدث الكوني هدية من الصعب تكررها. مما جعل فريق عمل المرصد الأمريكي ليغو Ligo على أهبة الاستعداد.
ثقبان أسودان في حركة تجاذبية تشوه النسيج الزمكاني |
المجرة التي احتضنت الحدث تبعد عنا ب 1,3 مليار سنة ضوئية، ويجدر بالذكر أن اِصطدام الثقبين سيتم في بضع أجزاء من المئة من الثانية وبسرعة الضوء نظرا لكثافة الثقبين الرهيبة.
موجات الجاذبية هي موجات تختلف كليا عن الموجات المعروفة كموجات غاما أو الموجات الكهرومغناطيسية أو الموجات ما تحت الحمراء المعروفة والسبب بسيط لأنه لم يتم رصدها من قبل، لذا استعمل مرصد Ligo جهازين خاصين لكشف التداخل استقدمهما من هانفورد وليفينغستون، حساسين لكشف أدنى اهتزاز في النسيج الزمكاني الذي تنبأ بوجوده أينشتاين.
نجح العلماء كما كان متوقعا من رصد إشارات واضحة دامت 7 ميلي ثانية كما كان متوقعا وهذه الإشارة هي نتيجة الطاقة الهائلة المحررة نتيجة اصطدام واندماج الثقبين الأسودين .
ماذا حدث عندما اصطدم الثقبين الأسودين؟
الثقب الأسود الأول تبلغ كتلته 36 مرة من شمسنا أما الثاني ف 29 مرة منها، آخذا يدوران حول بعضهما بسرعات هائلة تقارب سرعة الضوء وهما يتبادلان موجات عنيفة من الجاذبية قبل أن يدخلا في اندماج كارثي، ربما هو الأكثر عنفا في الكون ليتحولا إلى ثقب واحد عملاق قوامه 62 ضعف من كتلة الشمس، آ لاحظت خطأ في الحساب ! لا ليس هناك من خطأ لقد تحول ما قوام ثلاثة شموس إلى موجات جاذبية انتقلت عبر الفضاء حررت طاقة تعادل 10 مرفوعة إلى أس 15واط وهي قوة وحشية لا يمكن تصورها تستطيع احداث تشوهات في النسيج الزمكاني قادرة على الانتقال عبر ملايين السنين الضوئية .
الموقع الرسمي لوكالة ناسا
إرسال تعليق