كان أليكس مولين، قبل بضعة سنوات شابا عاديا، يمتلك ذاكرة متوسطة، جعلته لا يحلم بأن يكون طالبا متميزا، فما بالك بصاحب أقوى ذاكرة في العالم.
أليكس مولين صاحب أقوى ذاكرة في العالم لسنة 2015 |
إلى أن وقعت يداه على كتاب للمؤلف، والصحفي الشهير جوشوا فوير، بعنوان "المشي على القمر بصحبة أينشتاين" والذي يحكي فيه عن تجربته مع الأسرار، التي اكتشفها أثناء تغطيته، لحدث بطولة الذاكرة الأمريكية. المعروفة بصراع المفكرين والفلاسفة، عندما أفصح له بعض المتوجين بالمراتب الأولى عن السر الذي استعملوه، ليحظوا بذاكرة خارقة. واتفق كلامهم على أنهم جميعا وصلوا إلى هذا المستوى المتميز فقط، باستعمال حيل ذهنية بسيطة. لم يتردد الصحفي فوير في استعمال ما اطلعوه عليه من أسرار، وبدأ بالتدرب في الحال، وبالفعل استطاع الفوز بمسابقة بطولة الذاكرة الأمريكية في السنة الموالية.
لم يشكك الطالب مولين في قصة جوشوا فوير، بل جعلها مصدر إلهام بالنسبة إليه، يقول مولين "إلى سنة 2013 كنت أعاني من مشاكل في تذكر المعلومات الأكاديمية، لكن بمجرد أن تمكنت من إتقان الأساليب التي سطرها فوير في كتابه، استطعت الحصول على المرتبة الثانية في 2014 في بطولة الذاكرة الأمريكية.أعطاني هذا دفعة معنوية قوية، فواصلت التدرب حتى تمكنت من اللحاق بنهائي بطولة العالم 2015 للذاكرة".
جرت المسابقة في مدينة غوانجو الصينية. وتتلخص قواعد المسابقة في التحدي الذهني الذي يدوم عشر جولات، يجب خلالها على المتنافس، أن يحفظ أكبر عدد ممكن من الأرقام خلال ساعة واحدة. وتذكر أكبر عدد من الوجوه خلال 15 دقيقة، وتخزين مئات الأرقام الثنائية في الذاكرة.
وآخر جولة كانت مخصصة لتذكر أوراق اللعب بسرعة كبيرة، المطلوب فيها من المتبارين تذكر مجموعة كاملة من أوراق اللعب، بأقصى سرعة ممكنة في أقل من نصف دقيقة.
عندما وصل مولين إلى أخر جولة، كان في المركز الثاني كانت هذه آخر فرصة أمامه. ألقى مولين نظرة خاطفة على جميع أوراق اللعب خلال 21.5 ثانية، واستطاع تذكرها أمام اللجنة المراقبة والحضور دون ارتكاب أدنى خطأ، ليتمكن أخير من هزيمة منافسه الوحيد يان يانغ الذي كان يتقدم عليه بثانية واحدة، والفوز ببطولة العالم 2015 للذاكرة.
لا يزال مولين حتى اللحظة، يحمل الرقم القياسي في تذكر أكبر عدد ممكن من الأرقام والبالغ 3029 رقم في غضون ساعة واحدة بالإضافة إلى ستة ألقاب أمريكية.
في موضوعنا القادم بمشيئة الله، سأعرض عليكم الأساليب التي اتبعها أليكس مولين والصحفي جوشوا فوير للفوز بمسابقات الذاكرة العالمية.
إرسال تعليق