إن الظروف التي تحاصرك الآن، والحياة التي تعيشها في هذه الفترة، ليست بالضرورة حياتك المستقبلية. فنحن نرى الحاضر من منظور مخاوفنا واعتقاداتنا الراهنة، فلو حاولت أن تطرح هذه المخاوف والفرضيات الزائفة، ولو لدقائق سترى كونا من الاحتمالات والإمكانات، تنتظر منك أن تغتنمها. فنحن في آخر المطاف لا نرى العالم كما هو حقيقة بل نراه كما يعكسه ادراكنا.
احذف كلمة مستحيل من قاموسك |
في الخمسينات من القرن الماضي، ساد اعتقاد شائع وسط العدائين، مفاده أنه لا يمكن لأي عداء أن يقطع مسافة ميل في أربع دقائق. بسبب البنية الفزيولوجية لجسم الإنسان، وأن أي شخص سيحاول ذلك سينفجر قلبه في الحال. حتى جاء العداء روجر بانستر الذي سأل المختصين في الطب الرياضي عن ذلك، فأكدوا له صحة هذا الزعم. لم يكثرت روجر لهذا الاعتقاد الشائع، وقرر أن يتدرب باستماته لكسر هذا الجاجز. وبالفعل تمكن روجر سنة 1954 من قطع هذه المسافة في ثلاث دقائق و59 ثانية وأربعة أجزاء من الثانية. بعده بأسابيع ستة، حقق جون لاندي زمنا أقل منه، ثلاث دقائق و58 ثانية. بعدها بعامين، حقق ديرك إيبوسطن زمنا أقل من لاندي بقرابة ثمانية أجزاء من الثانية.
لقد حطم روجر المعتقد الذي كان في ذهنه، وفي ذهن من أتوا بعده، قبل أن يحطمه على أرض الواقع. والحكمة التي نستشفها من هذا المثل الحي، أن تحطيم المعتقدات السلبية في العقول، سيجعلها حتما تتحطم على أرض الواقع، فلا وجود لحدود إلا الحدود التي نضعها لأنفسنا، فالمستحيل كلمة تنشأ في العقل، ويصدقها الجسم، ويعكسها الحال. فالإنسان انعكاس لاعتقاداته. عزيزي القارئ احذف كلمة مستحيل من قاموس حياتك، غير أفكارك الداخلية يتغير عالمك الخارجي، كلامي هذا لا ينكر القضاء والقدر ولكن ينكر التخاذل والتشاؤم والأحكام الجاهزة، فحجم أفكارك يعكس حجم حياتك. واختم كلامي بمقولة لعالم الأعصاب الشهير بن كارسون:"ليس هناك ما يعرف بالشخص العادي، لأنه ما دام لديك عقل طبيعي، فأنت شخص متميز"
إرسال تعليق