إن أي منظومة دكتاتورية فاسدة، تحتاج لآليات وأنساق فكرية لتدجين شعبها، ووضعها في سياق يمكن التنبؤ بما قد يصدر عنها من ردود فعل، فالهدف هو انتاج سلوك يتماشى مع رؤية النخبة القادرة على رسم الطريق لمن يوجد في أسفل السلسلة الغذائية، فهم يعتبرون أنفسهم الطبقة الوحيدة التي يمكن أن تقدم طرحا ورؤية وما على الشعوب إلا أن تستهلك ما ينتج لها من أفكار وايديولوجيات.
صناعة القطعان |
لقد عملت الدكتاتوريات على حرمان الشعوب من أي نوع من أنواع التنظيم أو العمل المستقل السياسي، وذلك عبر القمع الفكري الذي تمارسه سلطتها التنفيذية، وكذلك الدعاية الدائمة لخططها الوحيدة الاتجاه والجانب، فقامت باحتكار الإعلام وصنعت نخبة مثقفة قامت ببيع نفسها للشيطان، فكانت المحصلة فنا استيلابيا جنسيا منحطا، ومنتوجا أدبيا لا يقل انحطاطا.
ساهم في صناعة عقليات تافهة غير قادرة على التحليل والنقد, تستهلك كل ما يعرض عليها من تافه الأمور، وهذا التحطيم هدفه نزع الجماهير من هويتها الأخلاقية وشعورها بالانتماء لأي نوع من الكرامة الإنسانية مما أفرز بدوره عقلية حقيرة أنانية منحطة تضع كل فرد من أفراد الشعب في وجه أخيه وتجعله عدوا له.
فالخطاب الذي يجب أن نفهمه من النخبة الفاسدة, أنهم هم زبدة المجتمع هم من يمتلكون إرادة التفكير وحريته هم من عليهم إيجاد الحلول،هم الهتنا التي لا تخطئ أما نحن فقطيع من الأوباش لم نخلق إلا لتجسيد أفكارهم.
مقالة للأستاذ هشام بوتشيشي
موضوع مفيد وممتع جدا شكرا لكم
ردحذفنشكر لك اهتمامك أخي الكريم
ردحذفإرسال تعليق