متتبعي مدونة محيط المعرفة الأكارم سلام الله عليكم، في موضوعنا لهذا اليوم سنتحدث عن اكتشاف يتعلق بنشأة الكون، مصدره وكالة ناسا التي فاجأت العالم برصدها لسبع مجرات بعيدة عنا ب 13.3 مليار سنة ضوئية أي قبل 380 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم.
المجرات السبع الأقدم التي حددها مقراب هابل قبل 380 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم. |
تمكن مقراب هابل الشهير من تحطيم الإنجاز السابق في رصد المجرات البعيدة، والذي يقدر 500 مليون سنة بعد الانفجار، بعد أن تمكن من رصد مجرات أبعد من ذلك، والتي بإمكانها أن تقربنا من نقطة البداية التي انطلق منها كل شيء، فالتلسكوبات بمثابة الات لعبور الزمن فأنت عندنا تشاهد القمر فأنت لا تراه في الحاضر، بل بعد ثلاث ثواني. وعندما توجه نظرك للشمس فاعلم أنك تراها ثماني دقائق في الماضي، فلكي ترى شيء يجب أن يصلك الضوء المنبعث منه كحال النجوم أو المنعكس منه كالقمر أو كأي كوكب آخر. فالضوء رغم سرعته الفائقة المقدرة ب 300000 كلم في الثانية يبقى محدودا، إذا ما قارناه بشاسعة المسافات الكونية التي تقاس بمليارات السنوات الضوئية. فهو يحتاج وقتا ليصلنا ومن هنا نستنتج أن ضوء النجوم والمجرات ما هو إلا مستحاثات كونية، تخبرنا عن ماضي النجوم والمجرات ومكوناتها الكيميائية وحرارتها في تلك اللحظة التي انطلق منها الفوتون المكون الأساسي للحزم الضوئية.
قال ريتشارد ايلليس, عالم الفيزياء الفلكية المتحدث باسم معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا عن أهمية هذا الاكتشاف: "كانت حملة رصد طموحة جدا وتمكنا بالعودة إلى 13.3 مليار سنة أي بملايين قليلة من السنوات بعد الانفجار الكبير. يومها كان عمر الكون يشكل 3 % فقط من عمره الحالي"
اعطى هابل معلومات قيمة عن كثافة المجرات وحرارتها وطبيعتها الكيميائية. كما أكد أن الكون كان في بدايته أكثر انتظاما مما هو عليه الآن وهذا ما يعزز موقف مبدأ الانتروبيا الذي تحدثنا عنه سابقا، والذي يقول بأننا كلما تقدمنا بسهم الزمن نحو المستقبل، كلما زادت الفوضى، وكلما رجعنا إلى الماضي عاد النظام من جديد. لذلك لا يمكننا العودة بالأحداث إلى الماضي .ويعود الفضل في التقاط هذه الصور إلى استخدام العلماء للأشعة ما دون الحمراء ومرشحات الألوان وتستخدم الاشعة ما تحت الحمراء في المقاريب المزودة بأجهزة استشعار لاختراق مناطق الغبار في الفضاء، مثل السحب الجزيئية ؛ كما يمكنها الكشف عن الأجسام الباردة مثل الكواكب.
المصدر وكالة : Nasa (www.nasa.gov)
إرسال تعليق