قام النظام الجمهوري في مدينة روما بعد طرد آخر ملوك الاتروسكيين وأسرته منها، وتم إنشاء نوع من الحكم يقوم على وجود قاضيين ينتخبان لمدة سنة. ثم استبدل اسمهما إلى قنصلين، وقد حاول الملك الاتروسكي المطرود تاركوينيوس الملقب بالمتعالي العودة إلى الحكم مستعينا بسكان تسوكلوم و بورسينا امير مدينة كلوزيوم، حيث قام هذا الأمير باحتلال روما واحراقها وتدمير أسوارها، ولم تستطع روما في أواخر القرن السادس ق.م إعادة بناء اسوارها، وأوشكت على أن تعود مرة ثانية إلى مجموعة من القرى المتحالفة، وبدا وكأن الوحدة السياسية التي تمت توشك أن تزول، حيث عادت النزاعات الإقليمية إلى الظهور بين الخواص والعوام وكادت الطبقتان أن تصطدما، ولكن بدلا من ذلك توصلت الطبقتان إلى إقامة وحدة سياسية ائتلافية مؤقتة غايتها المحافظة على كيان روما الحالي.
روما في العصر الجمهوري |
الفوضى التي خلقت قوة روما
وقد حلت الفوضى بعد ثورة 509 ق.م. في سهل اللاتيوم، فقد ثار اللاتينيون ضد روما وكونوا حلفا ضم جميع المدن اللاتينية، ودخلت روما في نزاع مع هذا الحلف استمر طيلة القرن الخامس. كما دخلت روما في نزاع مع السابينيين القاطنين في جبال الأبنين استمر خمسين سنة، انتصرت روما في بدايتها من 504-475 ق.م، ومالت الكفة إلى صالح السابينيين في آواخرها دون أن يحرز الطرفان نصرا حاسما تلاه عقد سلم طويل الأمد.
كما تعرضت روما إلى غزوات الأقوام الجبلية الذي احاطوا بها مثل كالايكيين والفولسكيين والسيبيليين والسامنتيين، وقد أصيبت اتروريا بضربات شديدة من هذه الأقوام الجبلية أيضا.
وهكذا فإن روما تعرضت إلى خطر شديد خلال القرن 5 ق.م. ودفعت إلى خوض غمار حروب ضارية خرجت منها وهي تملك الوسائل التي ساعدتها فيما بعد على انشاء إمبراطورتيها العظيمة. لقد عملت روما على تقوية موقفها عن طريق تحالفها مع اعدائها السابقين كاللاتينين ومدينة كايرة ضد هجمات الأقوام الجبلية. وقد تمكنت نتيجة هذه التحالفات من الانتصار على اللايكيين واحتلت أراضيهم سنة 418 ق.م. كما هاجمت بلاد الفولسكيين سنة 406 ق.م واحتلتها، ثم احتلت اتروريا نتيجة التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي سادتها، كما ارتد السابينيون على اعقابهم وتحولوا من الهجوم إلى الدفاع. وهكذا تحولت روما من قوة إقليمية صغرى إلى أقوى دولة وسط إيطاليا وقد أتاح لها احتلال اتروريا مجالا حيويا للعمل ومكنها من الوصول إلى البحر، واتسعت مساحتها من اقل من 1000 كلم مربع في نهاية العهد الملكي إلى أكثر من 2200 كلم في القرن 4 ق.م.
كما تعرضت روما إلى غزوات الأقوام الجبلية الذي احاطوا بها مثل كالايكيين والفولسكيين والسيبيليين والسامنتيين، وقد أصيبت اتروريا بضربات شديدة من هذه الأقوام الجبلية أيضا.
وهكذا فإن روما تعرضت إلى خطر شديد خلال القرن 5 ق.م. ودفعت إلى خوض غمار حروب ضارية خرجت منها وهي تملك الوسائل التي ساعدتها فيما بعد على انشاء إمبراطورتيها العظيمة. لقد عملت روما على تقوية موقفها عن طريق تحالفها مع اعدائها السابقين كاللاتينين ومدينة كايرة ضد هجمات الأقوام الجبلية. وقد تمكنت نتيجة هذه التحالفات من الانتصار على اللايكيين واحتلت أراضيهم سنة 418 ق.م. كما هاجمت بلاد الفولسكيين سنة 406 ق.م واحتلتها، ثم احتلت اتروريا نتيجة التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي سادتها، كما ارتد السابينيون على اعقابهم وتحولوا من الهجوم إلى الدفاع. وهكذا تحولت روما من قوة إقليمية صغرى إلى أقوى دولة وسط إيطاليا وقد أتاح لها احتلال اتروريا مجالا حيويا للعمل ومكنها من الوصول إلى البحر، واتسعت مساحتها من اقل من 1000 كلم مربع في نهاية العهد الملكي إلى أكثر من 2200 كلم في القرن 4 ق.م.
التوسع الروماني في القرن 4 ق.م
لقد كان لانهيار اتروريا وتدهورها وضعف القوى الاتروسكية وانحصار النفوذ اليوناني على دول المنطقة أهمية بالغة في تاريخ روما اذ ازاح من من أمامها قوتين كبيرتين كانتا تقفان حجر عثرة في وجه التوسع الروماني وتشاركانها الزعامة، كما أن انهيارهما أحدث فراغا ينبغي ملؤه. وقد اثبتت الغارات الغالية صحة هذا الأمر حيث انتقلت روما إلى احتلال مركز الزعامة بين جميع القوى التي كانت في إيطاليا في ذلك الوقت.
ومما لا شك فيه أن الخطر الأكيد الذي هدد روما بالزوال هو نفسه الذي اجبرها على مراجعة حساباتها وإعادة تنظيم أمورها وخططها العسكرية على أسس جديدة, بدأ الغاليون هجرتهم وغزوهم لإيطاليا في أواخر القرن 4 ق.م. حيث عبروا جبال الألب على دفعات انطلاقا من غاليا (فرنسا حاليا) واحتلوا سهل البو شمال إيطاليا , واستولوا على المدن الاتروسكية الشمالية، ثم عبروا جبال الأبنين وحاصروا مدينة كلوزيوم الخاضعة للنفوذ الروماني، فتدخلت روما لصالح حليفتها، الأمر الذي استفز الغاليين فتركوا كلوزيوم وتوجهوا إلى روما وكانت حينها بدون سور منذ أن هدمه بورسينا فحاول الرومان ايقافهم عند نهر أليا لكنهم تكبدوا خسائر فادحة، فأخلى سكان روما مدينتهم ولجأوا إلى مدينة فييس فاحتل الغاليون روما، وحاصروا قلعة الكابيتول، ونهبوا واحرقوا منازلهم الخشبية. وبعد أشهر أصابت المجاعة المدافعين عن الكابيتول فطلبوا الصلح فوافق الغاليون مقابل مبالغ كبيرة من من المال والذهب وكان ذلك ما بين 390 و386 ق.م.
قام الرومان بعد هذه الفاجعة بإعادة بناء سور مدينتهم خوفا من تجدد الغارات الغالية والتي تجددت فعلا بعد عدة سنوات فحاصروها ولم يستطيعوا فتحها سنوات 367 و361 و360 ق.م وقد تمكن الرومان هذه المرة من هزيمتهم بفضل جيشهم المنظم والقوي وقوادهم الاكفاء مثل لوسيوس كامبليوس . عاد الغاليون لمهاجمة روما للمرة الأخيرة سنة 332 ق.م فهزموا ثانية مما اضطرهم لعقد اتفاقية مع روما.
بعد تلاشي الخطر الغالي عادت روما لإخضاع المناطق التي فقدتها أثناء فترات ضعفها فاستعادت سيطرتها على اتروريا والفولسكيين والقبائل الجبلية المجاورة. ثم وجهت الجمهورية الرومانية جهودها نحو المدن الاغريقية الواقع جنوب إيطاليا فحاربتها واحتلتها سنة 272 ق.م واقامت بها حاميات رومانية وبعد هذه الفتوحات أصبحت روما دولة عظيمة يحسب لها ألف حساب ويخشاها أعداؤها، مما جعل بطليموس فيلاديلفيا ملك مصر يرسل بعثة سياسية ليكسب صداقتها. كما اقامت المدن اليونانية علاقات تجارية مع مثيلاتها الرومانية.
ومما لا شك فيه أن الخطر الأكيد الذي هدد روما بالزوال هو نفسه الذي اجبرها على مراجعة حساباتها وإعادة تنظيم أمورها وخططها العسكرية على أسس جديدة, بدأ الغاليون هجرتهم وغزوهم لإيطاليا في أواخر القرن 4 ق.م. حيث عبروا جبال الألب على دفعات انطلاقا من غاليا (فرنسا حاليا) واحتلوا سهل البو شمال إيطاليا , واستولوا على المدن الاتروسكية الشمالية، ثم عبروا جبال الأبنين وحاصروا مدينة كلوزيوم الخاضعة للنفوذ الروماني، فتدخلت روما لصالح حليفتها، الأمر الذي استفز الغاليين فتركوا كلوزيوم وتوجهوا إلى روما وكانت حينها بدون سور منذ أن هدمه بورسينا فحاول الرومان ايقافهم عند نهر أليا لكنهم تكبدوا خسائر فادحة، فأخلى سكان روما مدينتهم ولجأوا إلى مدينة فييس فاحتل الغاليون روما، وحاصروا قلعة الكابيتول، ونهبوا واحرقوا منازلهم الخشبية. وبعد أشهر أصابت المجاعة المدافعين عن الكابيتول فطلبوا الصلح فوافق الغاليون مقابل مبالغ كبيرة من من المال والذهب وكان ذلك ما بين 390 و386 ق.م.
قام الرومان بعد هذه الفاجعة بإعادة بناء سور مدينتهم خوفا من تجدد الغارات الغالية والتي تجددت فعلا بعد عدة سنوات فحاصروها ولم يستطيعوا فتحها سنوات 367 و361 و360 ق.م وقد تمكن الرومان هذه المرة من هزيمتهم بفضل جيشهم المنظم والقوي وقوادهم الاكفاء مثل لوسيوس كامبليوس . عاد الغاليون لمهاجمة روما للمرة الأخيرة سنة 332 ق.م فهزموا ثانية مما اضطرهم لعقد اتفاقية مع روما.
بعد تلاشي الخطر الغالي عادت روما لإخضاع المناطق التي فقدتها أثناء فترات ضعفها فاستعادت سيطرتها على اتروريا والفولسكيين والقبائل الجبلية المجاورة. ثم وجهت الجمهورية الرومانية جهودها نحو المدن الاغريقية الواقع جنوب إيطاليا فحاربتها واحتلتها سنة 272 ق.م واقامت بها حاميات رومانية وبعد هذه الفتوحات أصبحت روما دولة عظيمة يحسب لها ألف حساب ويخشاها أعداؤها، مما جعل بطليموس فيلاديلفيا ملك مصر يرسل بعثة سياسية ليكسب صداقتها. كما اقامت المدن اليونانية علاقات تجارية مع مثيلاتها الرومانية.
إرسال تعليق