متابعي مدونة محيط المعرفة سلام الله عليكم.
في الحلقة الماضية تحدثنا عن زوجته التي قتلت وصبرت على إيمانها لآخر لحظة (القصة الكاملة لزوجة فرعون)، وفي هذه الحلقة سنتحدث عن قصة امرأة اخرى آمنت بالله عز وجل، من يصدق انسان يقول انا ربكم الأعلى من يصدق انسان يعبد بقرا او شجرا من يصدق فرعون، من التي آمنت الآن؟ إمرأة خادمة تعمل داخل القصر، وظيفتها ماشطة لبنت فرعون، هذه المرأة كانت تعمل في القصر وتقبض بعض الأموال لتعيش اولادها الصغار، ليس لديهم احد غير امهم هذه الماشطة، فرعون كان يظن انها مؤمنة به حاله حال الناس لكنها كانت كافرة به ومؤمنة بالله عز وجل ولكن كان سرا.
قصة خادمة بنت فرعون |
في يوم من الايام كانت تمشط بنت فرعون والمشط وقع من يدها، فنزلت تأخذ المشط من غير قصد قالت باسم الله فسمعتها بنت فرعون وكانت خبيثة مثل ابيها، فنظرت اليها وقالت لها ماذا قلت؟ فردت عليها وقالت قلت باسم الله، فقالت بنت فرعون: الله تقصدين ابي؟ قالت الماشطة لا الله ربي وربك ورب ابيك ورب العالمين فهددتها وقالت سأخبر ابي، فقالت الماشطة اخبريه ولا ابالي، فأخبرت فرعون فغضب غضبا شديدا وقال تعمل عندي ولا تؤمن بي آتوا بها الي، فقال يا ماشطة وحولها جنود فرعون يحملون السيوف وترى الجلادين والدماء تسيل كل يوم يقتل الأطفال ولكن الماشطة الإيمان بالله عز وجل يملأ قلبها ولا تهاب شئ.
فقال لها: ألك رب غيري؟
قالت الماشطة : نعم ربي وربك الله رب العالمين.
قال فرعون: ماذا ؟!
تدرون ماذا حصل، ما قتلها فرعون لأنه سهل عليها فأراد ان يعذبها وأكثر شئ تعذب فيه المرأة اطفالها، فقال اجلبوا لي اطفالها، فذهب الجنود وأتوا بالأطفال وهم يبكون ويصرخون ويستغيثون بأمهم وأمهم محبوسة في القصر لا تستطيع الوصول اليهم تخيلوا المشهد، فأمر فرعون بقدر كبير فوضع فيه زيتا وأشعل النار تحته وبدأ الزيت يغلي. فقال لها فرعون يهددها: ألك ربا غيري؟
قالت: نعم. كفرت بك وآمنت بالله.
فبدأ فرعون الآن بالطفل الأول، الأم ترى طفلها يسحب وينزل الى القدر يا الله تخيلوا، تخيل الزيت عندما تصلك قطرة منه، فأنزلوه الى القدر وهو يصرخ وبعد قليل توقف صراخه واحترق بالزيت، اما الطفل الثاني اصعب من الأول لأنه رأى بعينه والأم قلبها يتقطع ولو قطع رأسها من الاول لكان الامر سهلا لكن اطفالها الامر صعب لاحول ولا قوة إلا بالله جريمتها انها آمنت بالله سبحان الله الطفل الثاني والثالث جميع اطفالها ماتوا وبقيت الام لتقتل " وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ". الان يريدون ان ينزلوا الام على الزيت وهي تجر الى الزيت طلبت طلبا من فرعون والناس ينظرون والمنظر عجيب قمة الظلم والقهر فنادت فرعون وقالت اريد ان اطلب منك طلبا، ظن فرعون انها ستتراجع وهي الآن خائفة ظن فرعون هذا، فقالت يا فرعون إذا احرقتني اطلبك ان تجمع عظامي وعظام اطفالي وتجمعنا في كفن واحد، حرمنا في الدنيا من اللقاء وفرق بيننا في الدنيا فلا تفرق بيننا في الأخرة اجمعني انا واولادي في كفن واحد وادفنا جميعا، فتعجب فرعون وقال لها ذلك لك من الحق علينا هذا الطلب تستحقينه ثم رماها في الزيت مع اطفالها.
انتهت القصة؟
لا القصة لن تنتهي بعد، الآن قتلت الأم واطفالها، بعد آلاف السنين نبينا صلى الله عليه وسلم في المعراج مع جبريل - قصة المعراج - وهو في السموات استنشق رائحة طيبة فقال لجبريل ما هذه الرائحة الطيبة، فرد جبريل عليه وقال هذه رائحة ماشطة بنت فرعون واطفالها. الصورة انهم قتلوا "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ*فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ " ليسوا بميتين امامنا ماتوا ولكن لم يشعروا بالألم إلا شيئا يسيرا، لأن النفس طيبة مطمئنة خرجت تستقبلهم ملائكة الرحمن تجعلهم في حنوط من الجنة وكفن من الجنة ثم رفعتهم الى السماء وظلوا متنعمين في السماء الى ان تقوم الساعة، هذا ثباتهم وصبرهم لم يضع عند الله عز وجل " ِإنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ" هذه امرأة زوحة فرعون وماشطة بنته نساء الله عز وجل جعلهن لنا امثلة نقتدي بهم، إذا المرأة تصبر هذا الصبر فما بالك بالرجال.
الى هنا تنتهي قصتنا استودعكم الله وألقاكم في قصة آخرى ان شاء الله.
الموضوع من طرف المدون: أحمد الطيب.
إرسال تعليق