تحت أقدامنا بحوالي 3000 كلم، يقبع محيط من المعادن السائلة. يتوسطها لب صلب مكون أساسا من الحديد والنيكل، هذه النواة الداخلية يبلغ قطرها 2400كيلومتر. و يترتب عن دوران هذه النواة توليد حقل مغناطيسي غاية في الاهمية، وشرط أساسي لتكون الحياة على سطح الأرض. فهو يعمل بمثابة ذرع يحمينا من الرياح الشمسية والاشعاعات الكونية المميتة، بالاضافة لدوره الحيوي في توجيه السفن والمركبات الفضائية ورحلات الطيور المهاجرة، وحتى لتوجيه الحفر العميق.
محاكاة لب الأرض داخل المختبر |
يجمع العلماء اليوم على أن المريخ كان يمتلك غلافا جويا ومحيطا سائلا من الماء على سطحه قبل 3.8 مليار سنة، لكن توقف لبه عن الدوران وتصلب المعادن المحيطة به بسبب صغر حجمه النسبي، تقريبا نصف حجم الأرض. قد سهل تلاشي واندثار غلافه الجوي وفقدانه لمسطحاته المائية بفعل الأشعاعات والرياح الشمسية ,ولم يبقى من غلافه الجوي إلا طبقة رقيقة لا تتعدى 1 في المئة من غلاف كوكب الأرض مكونة أساسا من ثاني أكسيد الكاربون ، وللاطلاع أكثرعلى هذه الظاهرة يمكنك قراءة موضوعنا على الرابط التالي أين ذهبت مياه المريخ MARS؟.
ولفهم تقلبات المجال المغناطيسي للأرض، قام معهد علوم الأرض بجامعة ميريلاند الأمريكية بالمحاكاة الأكثر تفصيلا، باستعمال نموذج معدني يشبه الأرض و يبلغ وزنه 3 أطنان، ويستطيع محاكاة الظواهر الفيزيائية للب الأرض وكرة صلبة بداخله تمثل لب الأ رض، وصوديوم سائل يدور حول هذه النواة بمعدل 144 كلم في الساعة. وهذا يشبه إلى حد ما منوبات السدود فلاحظ العلماء أن الصوديوم السائل أثناء دورانه حول النواة المعدنية بدأ في توليد حقل مغناطيسي محولة الطاقة الحركية إلى طاقة مغناطيسية. وهذا ما يحدث بالفعل داخل كوكبنا الأرض . كما يريد العلماء أيضا من هذه المحاكاة فهم سبب انعكاس الأقطاب المغناطيسية التي كانت أخرها قد حدثت منذ 780،000 سنة.
وفي الفيديو التالي من انتاج ديسكفري ستتعرفون أكثر على محاكاة لب الأرض داخل المختبر.
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفإرسال تعليق