كان المجتمع الفرنسي حتى الثورة الفرنسية مجتمعا اقطاعيا ، قامت أسسه على مخلفات العصور الوسطى. و كانت أهم هذه الأسس هي تكون المجتمع من ثلاث طبقات تسودها علاقات قانونية وفعلية، قائمة على فلسفة تقول أن اختلاف الوظائف ينبع من فوارق أصيلة بين البشر. وبالتالي يحتم انعدام المساواة بين البشر، وقد كرست الكنيسة هذه الفلسفة و هذا النظام لأنهما كان يدعمان سلطانها وامتيازاتها.
طبقات المجتمع الفرنسي وأسباب الثورة الفرنسية |
هذا التقسيم الطبقي في العصور الوسطى جعل الناس كالآتي :
- طبقة من يصلون وهؤلاء هم رجال الدين الذين اصطلح عليهم باسم الإكليروس،
- طبقة من يحاربون وهؤلاء هم النبلاء
- طبقة من يعملون لإطعام الجميع وهؤلاء هم الشغالة الدين يعتبرون طبقة ثالثة
لقد اغتصب النبلاء الأرض من الشغالة، لأنهم كانوا يعيشون بالسيف، ولم يمتلكوا الأرض وحدها بل امتلكوا ما عليها من شغالة فجعلوهم رقيقا أقنانا، وفرضوا عليهم التزامات وواجبات محددة مثل الخدمة العسكرية، ومثل العمل بالسخرة في أرض النبيل الذي يوفر لهم الحماية، ومثل اقتسام المحصول مع النبيل، فيما يزرعون من الأرض، وهو نوع من المزارعة بالإكراه الذي أساسه حق الرقبة على الأرض أي الملكية للنبيل وحق الانتفاع بمقابل للفلاحين الأقنان .
وكان النبلاء يرثون أو يشترون الأرض ومن عليها، من أقنان بقوة القانون مما ربط الفلاحين بأرض النبيل، وشخصه وحدد حريتهم في الانتقال، وبعد أن كانت هذه الحيازات البشرية مجرد اغتصاب بقوة السيف، أصبحت لها وثائق مسجلة وأسانيد قانونية كذلك كانت للنبلاء حقوق على المراعي وما عليها من قطعان وعلى الغابات و ما فيها من صيد، كما كانت لهم حقوق على نساء الأرقاء أي أن يمتلك النبيل الحق في قضاء الليلة الأولى مع المتزوجة حديثا.
وكان الملوك والنبلاء يقطعون الكنيسة والاديرة أطيانا واسعة ويهبونها حق جباية العشور، وهي نوع من الزكاة المسيحية تحولت إلى فرض أتاوات ، لكي تقدس الكنيسة نظاما اقطاعيا قائما على القوة القاهرة، حتى يصطبغ بفكرة الحق الالهي، وكان الملك هو الاقطاعي الأول ورأس الطبقة الأرستقراطية أي النبلاء وكان الملك يملك ويحكم بالحق الالهي .
أما رجال الدين فقد كان عددهم 120000 وكانوا يلقبون أنفسهم بالطبقة الأولى في المملكة، وكانت لهم امتيازات سياسية وقانونية وضريبية وكانت قوتها الاقتصادية تأتي من تحصيل ضريبة العشور وايجارات تزداد قيمتها مع الزمن، وكانت املاكهم في الريف تتجاوز أملاكهم في المدن وقد قدر فولتير ريع أملاك رجال الدين المسيحي بمبلغ90مليون جنيه، أما نيكر وهو معاصر للثورة الفرنسية، فقال أنها وصلت إلى 130 مليون جنية وقد بلغ من فساد الكنيسة أنه كانت هناك أديرة مهجورة ينفق عليها بالاسم فقط. وقد ساءت سمعة كثير من رجال الدين بسبب خراب الذمة، حتى داخل الكنيسة نفسها رغم أن أغلبها كانوا من الفقراء كالقساوسة والوعاظ إلى جانب الأغنياء كالأساقفة والكرادلة، فرغم معاناة اكثرهم وتعاطف غالبيتهم مع الطبقة الثالثة ظل رجال الدين في مجموعهم منحازين لطبقة النبلاء.
وكان من حق الارقاء أو الفلاحين الأقنان أن يشتروا قانون عتقهم أو التزاماتهم أو أثقالهم المالية بالمال بموجب صكوك مسجلة . وهكذا ولدت الطبقة أو الطبقات المتوسطة التي تسمى البرجوازية، انسلخت من طبقة الشغالة فكان قوام الطبقة البرجوازية الرجال الأحرار في المدن أو البنادر ممن يحملون وثيقة تحرير أو اعتاق، و أصبحت البرجوازية في المدن هي الطبقة الثالثة في المجتمع بعد النبلاء ورجال الدين، وأصبحوا يسمون البورج وكان أكثرهم من التجار والحرفيون وباتساع النشاط التجاري مند نهاية القرن الحادي 11 ظهرت مصار جديدة للثروة المنقولة دعمت البرجوازية وجعلت منها طبقة ذات كيان اجتماعي واضح .
ومند تكون فرنسا كدولة بين 900 و1000 ميلادية، أخدت قوة الملك تتعاظم فسحب الملك سلطات النبلاء السيادية التي كانت تجعل من النبلاء أشباه أنداد له، ولكن ترك لهم امتيازاتهم الاقتصادية والاجتماعية. وعندما نتحدث عن انحطاط النبلاء مند ظهور الملكية المطلقة، إنما نقصد أن الملوك الاقوياء وكان آخرهم لويس 14 سحبوا من النبلاء أهم مصادر قوتهم السيادية مثل: تحصيل الضرائب وتجنيد العسكر، وسك العملة، وتصريف العدالة. ولكن أبقوا لهم على امتيازاتهم وحقوقهم الاقتصادية، وعلى وضعهم الاجتماعي فكان لهم الحق في حمل السيف، وحجز مكان في الكنيسة، وحق الافلات من الاعدام والاعفاء من بعض الضرائب المفروضة على عامة الناس، والاحتفاظ بحق الصيد وايواء المحاربين. ولم يدخل العامة الريفيون الطبقة الثالثة إلا في سنة 1484 عندما اشتركوا لأول مرة في الانتخابات، وشيئا فشيئا تبلور نظام الطبقات الثلاث، حتى أصبح نظام الحكم في الدولة. وقد عبر فولتير عليه بقولته أمم داخل الأمة فقد كانت كل طائفة منها تنقسم إلى فئات بعضها في تناقض مع بعضها الآخر.
وفي القرن الثامن عشر كانت البرجوازية أي الطبقة المتوسطة أهم ممول للدولة، وتضاءل دور النبلاء فأصبح الواقع الاجتماعي والقانوني لا يتماشى مع الواقع الاقتصادي. فاندلعت الثورة الفرنسية لأنهم استمروا في حكم البلاد رغم أن الكوادر الوسطى والسفلى من الادارة الحكومية كانت من أبناء البرجوازية، هذا هو التفسير الذي يعطيه العلامة البير سوبول في كتابه الخطيرتاريخ الثورة الفرنسية هذا بالإضافة إلى الانفجار السكاني وانتشار التعليم، وفلسفة التنوير، وتقدم طرق المواصلات التي ربطت بين اقطاعيات فرنسا امارات ودوقيات وكونتيات وسنجوقيات، التي حافظت على نظمها وتقاليدها البالية المتوارثة عن العصور الوسطى، مما جعل فرنسا عدة دويلات تختلف فيها المقاييس والموازين، وقامت بينها الحواجز الجمركية وتضاربت فيها القوانين فبينما حافظ شمال فرنسا على تقاليده كان جنوب فرنسا يحكمه القانون الروماني.
المصادر : تاريخ الثورة الفرنسية للعلامة البير سوبول
الثورة الفرنسية لدكتور لويس عوض
وكان النبلاء يرثون أو يشترون الأرض ومن عليها، من أقنان بقوة القانون مما ربط الفلاحين بأرض النبيل، وشخصه وحدد حريتهم في الانتقال، وبعد أن كانت هذه الحيازات البشرية مجرد اغتصاب بقوة السيف، أصبحت لها وثائق مسجلة وأسانيد قانونية كذلك كانت للنبلاء حقوق على المراعي وما عليها من قطعان وعلى الغابات و ما فيها من صيد، كما كانت لهم حقوق على نساء الأرقاء أي أن يمتلك النبيل الحق في قضاء الليلة الأولى مع المتزوجة حديثا.
وكان الملوك والنبلاء يقطعون الكنيسة والاديرة أطيانا واسعة ويهبونها حق جباية العشور، وهي نوع من الزكاة المسيحية تحولت إلى فرض أتاوات ، لكي تقدس الكنيسة نظاما اقطاعيا قائما على القوة القاهرة، حتى يصطبغ بفكرة الحق الالهي، وكان الملك هو الاقطاعي الأول ورأس الطبقة الأرستقراطية أي النبلاء وكان الملك يملك ويحكم بالحق الالهي .
أما رجال الدين فقد كان عددهم 120000 وكانوا يلقبون أنفسهم بالطبقة الأولى في المملكة، وكانت لهم امتيازات سياسية وقانونية وضريبية وكانت قوتها الاقتصادية تأتي من تحصيل ضريبة العشور وايجارات تزداد قيمتها مع الزمن، وكانت املاكهم في الريف تتجاوز أملاكهم في المدن وقد قدر فولتير ريع أملاك رجال الدين المسيحي بمبلغ90مليون جنيه، أما نيكر وهو معاصر للثورة الفرنسية، فقال أنها وصلت إلى 130 مليون جنية وقد بلغ من فساد الكنيسة أنه كانت هناك أديرة مهجورة ينفق عليها بالاسم فقط. وقد ساءت سمعة كثير من رجال الدين بسبب خراب الذمة، حتى داخل الكنيسة نفسها رغم أن أغلبها كانوا من الفقراء كالقساوسة والوعاظ إلى جانب الأغنياء كالأساقفة والكرادلة، فرغم معاناة اكثرهم وتعاطف غالبيتهم مع الطبقة الثالثة ظل رجال الدين في مجموعهم منحازين لطبقة النبلاء.
وكان من حق الارقاء أو الفلاحين الأقنان أن يشتروا قانون عتقهم أو التزاماتهم أو أثقالهم المالية بالمال بموجب صكوك مسجلة . وهكذا ولدت الطبقة أو الطبقات المتوسطة التي تسمى البرجوازية، انسلخت من طبقة الشغالة فكان قوام الطبقة البرجوازية الرجال الأحرار في المدن أو البنادر ممن يحملون وثيقة تحرير أو اعتاق، و أصبحت البرجوازية في المدن هي الطبقة الثالثة في المجتمع بعد النبلاء ورجال الدين، وأصبحوا يسمون البورج وكان أكثرهم من التجار والحرفيون وباتساع النشاط التجاري مند نهاية القرن الحادي 11 ظهرت مصار جديدة للثروة المنقولة دعمت البرجوازية وجعلت منها طبقة ذات كيان اجتماعي واضح .
ومند تكون فرنسا كدولة بين 900 و1000 ميلادية، أخدت قوة الملك تتعاظم فسحب الملك سلطات النبلاء السيادية التي كانت تجعل من النبلاء أشباه أنداد له، ولكن ترك لهم امتيازاتهم الاقتصادية والاجتماعية. وعندما نتحدث عن انحطاط النبلاء مند ظهور الملكية المطلقة، إنما نقصد أن الملوك الاقوياء وكان آخرهم لويس 14 سحبوا من النبلاء أهم مصادر قوتهم السيادية مثل: تحصيل الضرائب وتجنيد العسكر، وسك العملة، وتصريف العدالة. ولكن أبقوا لهم على امتيازاتهم وحقوقهم الاقتصادية، وعلى وضعهم الاجتماعي فكان لهم الحق في حمل السيف، وحجز مكان في الكنيسة، وحق الافلات من الاعدام والاعفاء من بعض الضرائب المفروضة على عامة الناس، والاحتفاظ بحق الصيد وايواء المحاربين. ولم يدخل العامة الريفيون الطبقة الثالثة إلا في سنة 1484 عندما اشتركوا لأول مرة في الانتخابات، وشيئا فشيئا تبلور نظام الطبقات الثلاث، حتى أصبح نظام الحكم في الدولة. وقد عبر فولتير عليه بقولته أمم داخل الأمة فقد كانت كل طائفة منها تنقسم إلى فئات بعضها في تناقض مع بعضها الآخر.
وفي القرن الثامن عشر كانت البرجوازية أي الطبقة المتوسطة أهم ممول للدولة، وتضاءل دور النبلاء فأصبح الواقع الاجتماعي والقانوني لا يتماشى مع الواقع الاقتصادي. فاندلعت الثورة الفرنسية لأنهم استمروا في حكم البلاد رغم أن الكوادر الوسطى والسفلى من الادارة الحكومية كانت من أبناء البرجوازية، هذا هو التفسير الذي يعطيه العلامة البير سوبول في كتابه الخطيرتاريخ الثورة الفرنسية هذا بالإضافة إلى الانفجار السكاني وانتشار التعليم، وفلسفة التنوير، وتقدم طرق المواصلات التي ربطت بين اقطاعيات فرنسا امارات ودوقيات وكونتيات وسنجوقيات، التي حافظت على نظمها وتقاليدها البالية المتوارثة عن العصور الوسطى، مما جعل فرنسا عدة دويلات تختلف فيها المقاييس والموازين، وقامت بينها الحواجز الجمركية وتضاربت فيها القوانين فبينما حافظ شمال فرنسا على تقاليده كان جنوب فرنسا يحكمه القانون الروماني.
المصادر : تاريخ الثورة الفرنسية للعلامة البير سوبول
الثورة الفرنسية لدكتور لويس عوض
المعلومت كتير حلوة بس انا بدي تلخيص صغير
ردحذفإرسال تعليق